حكايات الجدة السيوية فى الغرفة الشتوية

لم يعرف أطفال سيوة قاعات السينما، خلال سبعينيات وستينيات القرن الماضى، لكنهم تعرفوا على الحكايات الخيالية من خلال الجدات، فى «اتغرفت نشتى»، وتعنى باللهجة السيوية الغرفة الشتوية السيوية، حيث كانت تجتمع فيها الأسرة السيوية كل مساء، تحت إمرة سيدة البيت السيوى (الجدة)، لتبدأ فى سرد حكاياتها الخيالية المرعبة أحيانا، لكنها حكايات فتحت باب الخيال للأجيال السابقة على اتساعه، كما يقول خالد مسلم، أحد شباب سيوة، متذكرا الغرفة الشتوية بكل الحب والتقدير والمودة.
ويقول «مسلم»، إن العادات القديمة، رغم اندثارها فى سيوة، منذ زمن، إلا أننا نحنّ إليها كلما سنحت الفرصة أو ذكّرتنا بها الحياة، ومازلنا نذهب إلى الصحراء كلما أتعبتنا حياة المدينة، حتى نعيد اتصالنا مع حكايات الجدة فى الغرفة الشتوية؛ فنعيد تصالحنا مع الحياة. ويقول محمد جيرى، باحث التراث السيوى: تعتبر الغرفة الشتوية (اتغرفت نشتى)، مكانًا تجتمع فيه الأسرة، خلال فصل الشتاء، داخل البيت السيوى، مهما كان البرد فى الخارج؛ فالبيت السيوى من الداخل لابد أن يكون دافئًا، بسبب حكايات الجدة فى الغرفة الشتوية، ونجد أن الغرفة كان لها دور كبير فى التنشئة، عبر سرد الجدة الحكايات، لتعلم الأطفال القيم والأخلاقيات.
وكانت الغرفة الشتوية تُشيّد فى الاتجاه الجنوبى من البيت السيوى، نظرًا لطبيعة الطقس فى الواحة، خلال شهرى ديسمبر ويناير.