200 مليون خلية عصبية تتلف كل دقيقة خلال الإصابة ب«السكتة الدماغية».. «الساعات الأولى» تحدد فرص الشفاء

250 ألف مريض سنويًا فى مصر، يُصابون بالسكتة الدماغية، ثلث هؤلاء يتوفى، والثلث يُصاب بإعاقات دائمة، الوضع ليس بهذا السوء فى مصر فقط، ولكن عالميا أيضًا يعانى 15 مليون شخص فى العالم من السكتة الدماغية سنوياً، 5 ملايين منهم يموتون، و5 ملايين آخرون يبقون عاجزين بشكل دائم، ولا يعرف الأغلبية من المرضى فى مصر أن لهذا المرض الخطير علاجا شافيا، ومجانيا فى المستشفيات الحكومية والجامعية. بدون أى إصابات.
الوقت هو الشىء الوحيد الحاسم فى إنقاذ السكتة الدماغية، والتى تمثل ثانى سبب للوفيات فى مصر، وأول سبب للإعاقات لكبار السن، لذلك الوعى بها قد يُنقذ آلاف الحالات المهددة حياتهم بالخطر، ولكن للأسف عدد محدود فقط هم من على دراية كافية بهذا المرض، ويُذكر أن 4 آلاف مريض فقط، من بين أكثر من 200 ألف مريض، يتلقون العلاج بشكل صحيح فى الساعات الأولى.
«الساعات الذهبية»، هكذا وصفها الأطباء، وهى الساعات الأولى للجلطة الدماغية، وبالتحديد أول 4 - 5 ساعات من ظهور الأعراض، وإذا أخذ المريض العلاج بشكل صحيح سيتم شفاؤه.
الدكتور هانى عارف، أستاذ المخ والأعصاب بكلية الطب بجامعة عين شمس، والمشرف على برنامج السكتة الدماغية بمستشفيات الجامعة، تحدث، فى تصريحات خاصة ل«صحتك بالدنيا»، عن أهمية اكتشاف السكتة الدماغية مُبكرًا، وعلاجها، وأماكن تواجد العلاج، قائلا: «السكتة الدماغية هى إصابة فى المخ نتيجة انقطاع الدورة الدموية، وممكن تأخذ شكلين، الأول نزيف وهذا يحدث لعدد محدود من الناس، والشكل الثانى المتعارف عليه هو جلطة مُخية نتيجة انسداد فى أحد الشرايين والأماكن تتغير حسب الإصابة».
وتابع: «كثير من المصابين، أو ذويهم، لا يدركون إصابتهم بسبب قلة الوعى، وعدم المعرفة بأعراض السكتة الدماغية، وبالتالى يتم اكتشافها فى وقت مُتأخر، مما يسبب إعاقات، أو يؤدى إلى الوفاة».
ويوجد ثلاثة أعراض رئيسية للسكتة الدماغية ذكرها عارف، وهى: صعوبة فى الكلام، اعوجاج فى الفم، الشعور بثقل شديد فى اليد أو الرجل. وقال عارف: «إذا حدث لشخص أى من هذه الأعراض بشكل فجائى يجب سرعة التوجه لأقرب مستشفى قادر على علاج السكتة الدماغية، وحاليا لدينا وحدات متخصصة فى علاج السكتة الدماغية».
وتابع: «من بين 70 إلى 80 وحدة علاج سكتة دماغية، أصبحت متوفرة فى مصر، ومعظم المستشفيات الجامعية التابعة لوزارة الصحة والتأمين الصحى يوجد بها وحدات علاجية. وهذا شىء عظيم، لكننا محتاجون أكثر من 100 وحدة علاج سكتة دماغية لأنه مرض خطير، ونسب الإصابة به عالية».
وحول وصول المرضى متأخرين لتلقى العلاج؟ أكد عارف أنه، حسب دراسات عالمية، فإن السبب الرئيسى، والذى يمثل 50%، هو قلة وعى المريض، مشيرا إلى أن كل دقيقة فى السكتة الدماغية تتلف 200 مليون خلية عصبية.
وأضاف: 20% من الحالات يكون عندهم انسداد فى أحد الشرايين الرئيسية، ويستلزم الأمر قسطرة مُخية لإذابة الجلطة، وأحيانًا يحتاج المريض فقط حُقنة للسيطرة على الجلطة، والشفاء منهما يكون بدون أى إصابات، ولكن يتطلب الأمر فقط السرعة، والوعى من المريض والطبيب.
وتابع عارف: «كثير من الأطباء عندنا مايعرفوش، وبيتعاملوا على إنه مفيش علاج للسكتة الدماغية، وده نقص وعى إننا مابنأكدش على الأطباء إن العلاج ده أصبح متوفر وعلى نفقة الدولة».
يُذكر أن تكلفة الحقنة 10 آلاف جنيه، أما القسطرة المخية فتصل إلى 100 ألف جنيه وأكثر، متوفرة فى معظم المستشفيات الحكومية والجامعية، وتصرف على نفقة الدولة.
الوقاية من جلطة المخ تنطبق على الأمراض التى سببها تصلب الشرايين مثل جلطة القلب، بالتالى يتطلب الأمر الحفاظ على نسبة السكر، والضغط، والامتناع عن التدخين، وعلاج الدهون.
ولكن أيضًا يُوجد سبب رئيسى وواضح يتسبب فى الجلطة الدماغية، ولا يتم اكتشافه مُبكرًا، وهو الذبذبة الأذنية، وقال عارف: «عبارة عن عدم انتظام فى ضربات القلب، وينتج عنها جلطات تطلع من القلب تعمل انسداد فى شرايين المخ ولازم علاجها أدوية للسيولة، وتفاجأ أنها عند المريض لما ييجى بجلطة فى المخ ودى علاجها الوعى».
ويُنهى الدكتور هانى عارف حديثه قائلًا: «السكتة الدماغية مرض خطير، ولكن رغم خطورته له علاج شافٍ ومجانى ولكن لازم يتاخد فى الساعات الأولى وده يتحل بالوعى لأن كل دقيقة مهمة وتقدر تخلينى أنقذ مخى اللى هو أهم عضو فى جسم الإنسان».