«المصل، اللقاح»، مُصطلحات طبية معروفة فى المجال الطبى، لكنها جديدة على آذان العامة. مُنذ جائحة فيروس كورونا وبتنا نتعرف على معلومات طبية جديدة، وبالتالى تزداد الأسئلة حولها، ومنها الفرق بين المصل واللقاح؟. تحفز اللقاحات الجسم على إنتاج مناعته الخاصة ضد مرض معين، لكن المصل يأخذ المواد الكيميائية المكافحة للأمراض (الأجسام المضادة) من دماء المرضى المتعافين وينقلها إلى المرضى. كان هذا التعريف الوارد فى الموقع الرسمى لمُنظمة الصحة العالمية. الدكتور مصطفى مُحمدى، استشارى مكافحة العدوى ومدير عام التطعيمات بالمصل واللقاح، يشرح ل«صحتك بالدنيا» الفرق بينهما بشكل أدق. «اللقاح»، هو مادة بيولوجية يستخدم فيها مسبب المرض ذاته سواء فيروسيا أو بكتيريًا، بعد خضوعه لمعالجة معينه، فى بعض اللقاحات يتم قتله أو إضعافه، وفى أُخرى تخليق مادة تشبهه أو استخدام جزء من بروتين تحفيز جهاز المناعة، إحداث استجابة مناعية لتكوين أجسام مضادة لمرض ما، دون القدرة على إحداث المرض ذاته أو ظهور أعراضه بما يحقق الوقاية والحماية ضد ذات المرض. أى مثل لقاحات كورونا، فهى تحتوى على الفيروس بداخلها سواء كان مقتولا أو مُصنعا. ويحتاج اللقاح لفترة من 10 إلى 15 يوما، حتى يحدث الاستجابة المناعية المطلوبة. ولكن تأثيره يستمر لفترة طويلة، قد تصل لحماية لمدى الحياة، وأحيانًا لفترات لا تقل عن 6 أشهر. ما أهمية اللقاح؟، سؤال يتردد على الأذهان، تحديدًا فى الفترة الماضية. ويترتب على اللقاح مناعة تعرف المناعة النشطة، إذ أن جهاز المناعة الخاص بالشخص المتلقى اللقاح هو نفسه من يحقق الحماية، وعليه الإنفلونزا لقاح وليس مصلا والجديرى لقاح وليس مصلا. أما عن المصل، فهو سائل بيولوجى يحتوى على أجسام مضادة جاهزة لمرض معين، سبق تحضيرها سواء فى الإنسان، أو الحيوان، ويتم جمعها والاحتفاظ بها لحين استخدامها عند الحاجة إليها. ولا يحتاج المصل لوقت لأداء عمله فهو يعمل بمجرد حقنه Rapid action ولا يستمر تأثيره لفترات طويلة إذ لا يبقى أكثر من أيام أو بضعة أسابيع. يستخدم المصل لغرض علاجى، أى بعد حدوث العدوى، وقد يستخدم المصل فى الغرض الوقائى فى حالة تعذر التطعيم أو عدم توافر اللقاح ولكنها تكون وقاية مؤقتة. ويترتب على المصل ما يعرف بالوقاية السلبية. إذ لا يشارك جهاز المناعة الخاص بالشخص المتلقى له، بأى جزء فى المناعة المترتبة، ولا تحدث أى استجابة مناعية جرائه. وعليه فإن العقرب له مصل وليس لقاحا، والثعبان له مصل وليس لقاحا. وهناك العديد من الأمراض تمكن العلم من الوصول لإنتاج مصل ولقاح لها مثل الالتهاب الكبدى الفيروسى بى. يُذكر أن مواقف معينة قد تضطرنا لاستخدام المصل واللقاح فى آن واحد وهى الظروف التى نحتاج فيها المفعول السريع للمصل والأثر الممتد للقاح، مثل طفل مولود لأم حاملة لفيروس بى.