على شواطئ ملاحات سيدى كرير يتراص الكثير من هواة الصيد.. تختلف أعمارهم ووظائفهم ومستوياتهم الاجتماعية لكن تتشابه ملامحهم التى رسمتها أشعة الشمس التى تعبث بجبينهم طوال النهار وخطتها صفحات الماء المنعكسة فى عيونهم اللامعة وتتشابه طبائعهم الهادئة التى نحتها الصبر بداخلهم، يجتمعون على شاطئ الملاحة ليمارسوا غية الصيد التى عشقوها. يقول محمد سيد «مهندس زراعى» ل«إسكندرية اليوم» إنه يمارس الصيد منذ الصغر وحتى بعد أن انشغل بهموم الحياة لم يستطع أن يترك هوايته فهو يأتى كل إجازة لهذه الملاحة أو يذهب إلى البحر، مضيفا أنه لا يشترى السمك لأنه لا يضمنه من كثرة الملوثات التى تلقى فى البحيرات، وأنه لم يتعود على مذاق أسماك المزارع. ويضيف سيد أن الأسماك فى هذه الفترة حاضنة للبيض ولا تأكل الطعم لذلك فإن معظم الأسماك التى يصطادونها صغيرة، ولكن لها مذاقها الخاص مشيرا إلى أن موسم الصيد يبدأ من منتصف أبريل حتى نوفمبر. ويقول عمرو عبدالرحمن «سائق» إنه يأتى كل يوم للصيد فى أوقات الفراغ بعد أن يذهب بالعمال للمصنع حتى يحين وقت عودتهم، مضيفا أن الصيد بالنسبة له أصبح فلسفة حياة وليس الهدف فقط الحصول على الأسماك، فهو يشترى الأسماك من السوق فى أى وقت. ويأتى عم شعبان وابنه «على» للصيد بعد أن أصبح بلا عمل وأصبحت هوايته مصدر رزقه، ويقول: «أهو أحسن م القعدة فى البيت» ولكى يضاعف شعبان من رزقه فهو يصطاد بالشبك بالإضافة للسنارة ويتابع: «إحنا بنتحايل على رزقنا وكله على الله».