رغم أنوثتها وزواجها إلا أنها قررت بمحض إرادتها ترك حياة النساء ودخلت فى منافسة مع الرجال فى واحدة من أصعب المهن وهى «الحدادة».. «بوسى» أشهر حدادة فى سوق الحدادين بالمنصورة، ورثت مكان والدها ومهنته بالسوق لكسب رزقها بذراعها. تقف أمام النار بجسارة وبقوة تطرق على الحديد لتليّنه وتشكله كيفما تشاء لتكسب رزقها بالحلال فتنفق على أبنائها الأربعة وتزوج شقيقتها وهى تردد دائما «الحمد لله». وتقول بوسى سعد رمضان، 31 سنة، ل«المصرى اليوم»: «بشتغل من 23 سنة فى مهنة الحدادة، لأن أبويا كان مخلف 11 بنتا، وكنت أنا بنته اللى بيعتبرها ابنه، وكنت باجى وأنا طفلة أساعده وأتعلم أشغل ماكينة النار وأدق على الحديد، لحد الحمد لله ما شربت الصنعة وبقيت أسطى فيها». وتضيف: «أبويا كان مشهور بأبو البنات، وأنا اتشهرت إنى راجل، ولما أبويا مات أخدت عدته ووقفت مكانه فى الشارع وبقيت أشتغل وأصرف على البيت، وقلت للناس ديون أبويا فى رقبتى، وقدرت أزوج أختى، وربنا رزقنى ب 4 أولاد، الكبير فيهم عنده 16 سنة، وساعات بييجى يساعدنى لكن نفسى أعلمهم وربنا يرزقنى بورشة أجمعهم كلهم فيها ونشتغل مع بعض ونتوارث المهنة التى ورثناها عن جدودنا». وعن صعوبة المهنة تقول «كل حاجة فى الدنيا صعبة وبتهون بالرضا والصبر، وأنا بحب المهنة دى وهاستمر فيها، وصعوبتها فى إن أنا بأقف فى الشارع والحر والمطر وساعات بسبب ظروف الجو مش بشتغل، وده طبعا بيأثر على الرزق، لكن برده الحمد لله على كل حال».