كتب - سارة السباعي على غرار قصة هروب حقيقية وقعت خلال الحرب العالمية الثانية وهروب سجناء من إحدى المعتقلات النازية، تمكن 6 فلسطينيين من الهروب من أحد السجون شمالي إسرائيل، فجر أمس الاثنين. هؤلاء الأسرى ال 6 قاموا بحفر نفقِ من داخل سجن «جلبوع» إلى خارجه في منطقة بيسان، شمالي إسرائيل، وهؤلاء الفارين هم: القياي السابق في «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة فتح، زكريا الزبيدي، الذي ينحدر من مدينة جنين، أما ال 5 الآخرون فينتمون إلى حركة «الجهاد الإسلامي»، وحسب المعلومات الأولية، فإن الأسرى الفلسطينيين حفروا النفق على مدى فترة طويلة. نفق وملعقة ملعقة صدئة، هي الأداة التي أعطت شعاعا من الأمل ليحفر بها هؤلاء الفلسطينيين الست نفقا بطول يصل إلى عشرات الأمتار وعرضه نحو ال 60 سم، تحت أرضية حمام زنزانتهم، ليواصلوا إصرارهم على الخروج إلى الحياة مجددًا عبر نفق قد يكون استغرق العمل به عدة سنوات دون انقطاع. فتحة الحرية.. بداية لمغامرات جديدة لم يضطر الأسرى الفلسطينيين إلى الحفر كثيرا تحت الأرض، إذ أن السجن مدعوم بركائز متينة زحفوا تحتها حتى وصلوا إلى منطقة خلف السياج، ومن هناك خرجوا من حفرة، اشار المحققون الاسرائيليون، إلى أنها ناجمة عن سقوط مياه من مكيف إحدى السيارات. جرى اكتشاف الهروب الذي بدأ الساعة 3:30 فجرا، عندما رأى مزارع إسرائيلي، السجناء الستة يركضون في حقله، الذي يبعد امتار ليست ببعيدة عن السجن، إذ أنه اعتقد في البداية أنهم لصوص، فسارع إلى إبلاغ الشرطة، وفي رواية أخرى لسائق سيارة أجرة إسرائيلي، أفاد بأنه رصد السجناء الستة في محطة وقود بالقرب من السجن واتصل بالشرطة. فص ملح ذاب في ماء بدأت الشرطة الإسرائيلية التحرك في كل اتجاه، لتتبعهم وأعلنت العثور على آثارهم في اتجاه مدينة بيسان، وبعد عمليات التفتيش والمسح في محيط جنين، الجلبوع والحدود الأردنية، قدرت قوات الأمن الإسرائيلية أن اثنين منهم انتقلا إلى الأردن، وأربعة أخرين ما زالوا داخل في البلاد. حالة تأهب وتقول الشرطة الإسرائيلية إن الأسرى الستة ربما يخططون لتنفيذ عملية أمنية، أو قيامهم بعمليات اختطاف للمساومة على إطلاق سجناء آخرين، ولذلك فإن جميع وحدات الشرطة الخاصة في حالة تأهب. وقد أقام الجيش الإسرائيلي، حواجز طرق في الضفة الغربية في محاولة لمنع السجناء من الهروب إلى الأردن، وجرى نشر ضباط من الشرطة وعناصر الأمن الداخلي «الشاباك» قرب هذه الحواجز. هذا ولا يزال هروب الأسرى الفلسطينيين الستة لغزا كبيرا يشكل صدمة لدى السلطات الإسرائيلية التي كانت تصف سجن جلبوع بأنه الأشد حراسة.