البحث عن الخلاص.. من شاوشانك إلى جلبوع

شكل نجاح 6 أسرى فلسطينيين من الهروب من سجن «جلبوع»، فجر الاثنين، حالة من الزخم في الرأي العام العربي، خاصة مع ملابسات عملية الهروب التي تشبه في تفاصيلها حبكة الدراما السينمائية.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية في وقت سابق من اليوم أن 6 أسرى فلسطينيين، تمكنوا من الفرار من سجن «جلبوع»، الذي يخضع لحراسة أمنية مشددة، عبر نفق حفروه أسفل السجن.
وأستحضر عدد من المتابعين الفيلم الأمريكي «الخلاص من شاوشانك- The Shawshank Redemption» الذي يتشابه السيناريو الخاص به مع حادث هروب الفلسطينيين من سجن جلبوع، خاصة أن الحادثين يشتركان في تناول نفس القيم المتعلقة بالبحث عن الحرية.
الخلاص من شاوشانك
وبحسب تصنيف موقع «IMDB» المتخصص في تقييم الأعمال السينمائية فقد حاز فيلم «الخلاص من شاوشانك» على أعلى تقييم في الموقع، ويعده الكثيرون أفضل عمل سينمائي في القرن العشرين.
«الخلاص من شاوشانك» فيلم درامي أمريكي عام 1994 كتبه وأخرجه فرانك دارابونت، مقتبس من رواية للكاتب ستيفن كينج لعام 1982 يحكي قصة المصرفي آندي دوفرسن (الذي أدى دوره الفنان «تيم روبينز»)، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في سجن ولاية شاوشانك لقتله زوجته وعشيقها، على الرغم من مزاعمه ببراءته.
لكن على مدى العقدين التاليين، أقام صداقة مع زميل سجين، مهرب الممنوعات إليس «ريد» ريدنج (الذي جسد دوره مورجان فريمان)، وأصبح له دور فعال في عملية غسيل الأموال التي قادها مأمور السجن صموئيل نورتون (بوب جونتون).
وتشابه قصة هروب آندي دوفرسن نفس قصة ال 6 فلسطينيين، حيث استخدم مطرقة صغيرة جلبها له صديقه ريد في عامه الأول بالسجن، وبواسطة المطرقة قام بسن أطرافها فأصبحت حادة، ليستخدمها لحفر نفقًا من زنزانته إلى الفناء الخارجي والهروب عن طريق أنبوب صرف صحي.
وأوضح الفيلم بطريقة ما قوة الأمل، التي تمثل الموضوع الأساسي للفيلم، كما أن أحد أكثر العبارات المقتبسة من الفيلم حين خاطب «أندي» «ريد»: «تذكر ريد، الأمل شيء جيد، وربما أفضل الأشياء، ولا يوجد شيء جيد يموت على الإطلاق»، في المقابل رد «ريد» عليه ليقول: «الأمل هو شيء خطير ،يمكن للأمل أن يقود الرجل إلى الجنون».
آندي هو نزيل لا يزال يأمل على الدوام في هروبه في نهاية المطاف وحياة ما بعده، حتى بعد تعرضه للمضايقة واستغلاله من قبل سلطات السجن. إن إحساسه بالأمل هو ما يبقيه عاقلاً وهو يبتعد عن الحرية لعقود. الأمل كما يفهم ليس شيئًا غامضًا لابد أن يتلاشى بعد المعاملة اللاإنسانية التي يتلقاها.
وتتمتع الموسيقى بالقدرة على قول أكثر بكثير مما يمكننا رؤيته، تخلل الفيلم عدد من المشاهد اللامعة منها استماع النزلاء في السجن للموسيقي، خاصة وأنها كانت ممنوعة في السجن.
الفيلم لم يحلق فقط سماء الأفكار المجردة بلد تناول وضع السجناء بواقعية، ومن بين القصص اللافتة في الفيلم السجين بروكس هاتلين والذي قضى في السجن ما يقرب من 50 عام، ومع مرور الوقت يحين موعد إطلاق سراح السجين العجوز بروكس ولكنه لا يريد أن يخرج بل ويهدد بقتل أحد السجناء الآخرين حتى يبقى في شاوشانك ومع ذلك يتم إطلاق سراحه ولكن وبعد قضائه قرابة خمسين عامًا في الحبس فإن العجوز بروكس يتوصل لأن الحياة خارج السجن لا تناسبه، وفي النهاية شنق نفسه، لإعتياده حياة السجناء لكنه لم يستطع أن يعيش حراً.
وعقب خروجه من السجن سافر أندي لمنطقة تدعى زيهاوتنجو في المكسيك، ليلتحق فيما بعد بصديقه ريد.
ومن أكثر الأقتباسات المشهورة عن الفيلم: «يجب أن أذكر نفسي أن بعض الطيور لا يُقصد منها أن توضع في أقفاص».
«الشيء المضحك هو أنني كنت رجلاً أمينًا في الخارج. مستقيم كسهم. كان على أن أدخل إلى السجن لأكون محتالاً».
«الخلاص يكمن في الداخل»
لكن رغم إشادة النقاد بهذا العمل إلا أنه تعرض للظلم بحسب ما يرى الكثيرون في توزيع جوائز الأوسكار، فقد تم ترشيح الفيلم في عام 1994 لما مجموعه 7 جوائز أوسكار وذلك في فئات «أفضل فيلم» وأفضل «ممثل رئيسي» وأفضل «نص مقتبس» وأفضل «تصوير سينمائي» وأفضل «تحرير» وأفضل «موسيقى تصويرية»، ولكنه لم يفز بأي جائزة منها.