12 حادثًا مروريًا لشركة «تسلا».. نظام القيادة الذاتية للسيارات يثير مخاوف السائقين

التطور التكنولوجي بالسيارات يوفر الوقت والجهد، في حال تم إتقان دراسته وضمان قدرته على العمل بشكل يحافظ على سلامة الأشخاص، لكن تلك كانت المشكلة التي وقعت بها شركة السيارات الأمريكية «تسلا» حينما أطلقت سياراتها ذاتية القيادة دون ضمان مدى تأثيراتها على حياة السائق والمارة.
إذ نتج عن النظام حوادث واصطدامات وتحطم للسيارات عند اللجوء إلى القيادة الذاتية، فبالعودة إلى الوراء لأسابيع، تجد حادث سير شهيرا لسيارة تسلا «ذاتية القيادة»، حيث اصطدمت السيارة طراز 3 من إنتاج عام 2019 بسيارة للشرطة الأمريكية في ولاية فلوريدا، وأعلمت سائقة السيارة، الشرطة بأنها كانت تستخدم نظام السائق الآلي (نظام مساعدة السائق المتقدم من تسلا).
وأسفر عن الحادث تحطم وخسائر بسيارة الشرطة، لكن لم ترد أي أنباء عن وقوع إصابات أو وفيات، ووفقاً لبيان صادر عن دورية الشرطة في ولاية فلوريدا، وقت وقوع الحادث أشير إلى أن ما حدث هو «توقف شرطي لمساعدة سائق تعطلت سيارته على جانب الطريق السريع في قاطعة أورلاندو، حيث خرج الضابط من سيارته المتوقفة، في الوقت الذي اصطدمت فيه سيارة تسلا بسيارتي الشرطة والسيارة الأخرى المعطلة».
وعلى الفور أخطرت الشرطة، شركة «تسلا» والإدارة الوطنية للمرور والسلامة على الطرق السريعة الأمريكية بالحادث، وفقًا لما ذكرته شبكة «CNBC» الإخبارية، ويأتي الحادث وسط تدقيق فيدرالي لأنظمة مساعدة السائق المتقدمة في «تسلا»، حيث فتحت الإدارة الوطنية للمرور تحقيقًا في نظام السائق الآلي من شركة «تسلا» بعد أن علمت أن النظام كان قد أدى إلى سلسلة من الحوادث.
وبعد الكشف عن التحقيق، طلب 2 من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، ريتشارد بلومنتال من ولاية كونيتيكت، وإد ماركي من ولاية ماساتشوستس، من لجنة التجارة الفيدرالية التحقيق في مزاعم «تسلا» حول قدراتها في القيادة الذاتية والقيادة الذاتية الكاملة، ولا تزال نجاح التطور التكنولوجي الذي طرحته «تسلا» بسياراتها مصدرا للقلق بعد زيادة أعداد الحوادث.
وهو ما قاد إلى تركيز فائق من قبل السائقين عند استخدام ذلك النظام، حرصًا منهم على سلامتهم والمارة بالشوارع، وعلى «تسلا» إثبات تحسن النظام بسياراتها ليسمح لها بالاستمرار في نظام السيارات ذاتية القيادة أو إثبات عدم فاعليته بشكل سليم وآمن والتوقف عن تزويد السيارات به، وتقول الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة الأمريكية، إنه لابد أن ترسل «تسلا» بيانات ومعلومات حول النظام لتستكمل الإدارة تحقيقاتها.
وتطلب إدارة المرور الأمريكية تقديم قائمة بكل سيارات «تسلا» المجهزة بتقنية القيادة الذاتية للشركة، بما في ذلك إصدارات الأجهزة والبرامج التي تستخدمها السيارة، بالإضافة إلى معلومات عن كل حادث تحطم ناتج عن استعمال النظام، وطلبت تفاصيل دقيقة عن حدود تشغيل النظام أو إلى أي مدى يتحكم في السيارة، مثل زاوية التوجيه القصوى ومعدلات التسارع والكبح القصوى.
وترغب الإدارة في معرفة تفاصيل حول كيفية تفاعل نظام الطيار الآلي مع السائق، بما في ذلك قائمة بالمواقف التي قد تتسبب في فصل النظام، وتفاصيل كيف ومتى يمكن للسائق تجاوز وظائف النظام ذاتي القيادة، ووفقًا للمجلة الأمريكية المتخصصة في السيارات «Car and Driver»، فإن الإدارة تركز في تحقيقها على 12 حادثا مروريا تسبب فيه النظام وآخرها اصطدام «تسلا» بسيارة الشرطة، وبدأت تحقيقها منذ أسابيع وأمام «تسلا» حتى 22 أكتوبر لتسليم تلك البيانات للتحقيق فيها.
ورغم تلك التحقيقات، يواصل مالك الشركة الملياردير إيلون ماسك دعم نظام ذاتي القيادة، وينوي خلال أيام إطلاق نموذج أكثر تطورًا من النظام على أمل تحسين النظام مستقبلًا، وتتطلع «تسلا» إلى بناء منشآت إنتاج لسياراتها في أجزاء مختلفة من العالم، علاوة على ما هو موجود حاليا بالفعل في الولايات المتحدة والصين وألمانيا.
وصرح «ماسك» بأن تسلا كانت على وشك التواجد في روسيا، وأنها تدرس إمكانية افتتاح مصانع لها هناك.
يذكر أن شركة «تسلا» تقدم ميزة السائق الآلي في جميع سياراتها الأحدث، كما تبيع الشركة نظاماً لمساعدة السائق، يُباع تحت اسم القيادة الذاتية الكاملة (FSD) وتبلغ تكلفته 10 آلاف دولار كدفعة واحدة، أو بنظام الاشتراك الشهري بقيمة 199 دولارا للمشتركين في الولايات المتحدة.