بعد قرار رفع رسوم التصوير بالشوارع..غضب بين الفنانين واجتماع في «غرفة السينما»

حالة من الغضب والجدل أثارها قرار محافظة القاهرة رفع سعر التصوير في الأماكن والشوارع والجراجات التابعة لمحافظة القاهرة، بنحو 15 ألف جنيه مقابل التصوير في الساعة الواحدة و150ألف جنيه في اليوم مقابل التصوير بشوارع أو أماكن تابعة للمحافظة.
وتعقد غرفة صناعة السينما اليوم اجتماعا طارئا لبحث قرار محافظة القاهرة الخاص برفع أسعار التصوير للأفلام السينمائية والإعلانات التجارية الصادر مؤخرا.
وطالب المخرج أمير رمسيس محافظ القاهرة بالتراجع عن قرار رفع رسوم التصوير للأفلام والإعلانات، وقال رمسيس في رسالة وجهها إلى محافظ القاهرة :«السيد الفاضل محافظ القاهرة ..جزيل الشكر على أنك توليت منصبك حديثا وليس منذ زمن.. فربما لو توليته في الماضي على الأرجح لم نكن لنرى افلاما مثل «حياة أو موت» لكمال الشيخ.. «أحلام هند وكاميليا» محمد خان.. «البحث عن سيد مرزوق» داود عبدالسيد و«القاهرة منورة بأهلها» يوسف شاهين.. وكافة اعمال جيل الواقعية الجديدة في السينما المصرية التي حاربت تيارا سائدا وصنعت قصائد في حب مدينة القاهرة.
وتابع :«على الاقل صار لدينا تراث سينمائي نترحم عليه قبل مجئ سيادتكم إلى المنصب.. لو لم يتم سحب قرار رسوم التصوير الخارجي سيتذكر تاريخ السينما المصرية للأبد دور هذا القرار الغير مدروس في قتل صناعة كانت يوما رائدة في المنطقة وبداية مرحلة ان نرى شوارع بيروت ودبي والدار البيضاء بديلا لشوارع القاهرة، واختتم :«شكرا لأنكم لم تطعنون صناعة السينما في مقتل إلا بعد أن صار لدينا تراث نترحم عليه».
ووصف مهندس الديكور السينمائي فوزي العوامري القرار ب«الفاجعة»، وتابع في تصريحات له: «أدعو جميع المصريين للاعتراض على ذبح السينما المصرية وجعل الدول المجاورة أفضل منا، بينما نحن لنا تاريخ في تلك الصناعة وأساس السينما العربية، ووصلت أن اللي عايز يصور في الشارع يدفع 150 ألف جنيه في اليوم ،هل بهذا تشجع الدولة صناعة مفتوح بها بيوت آلاف العاملين في السينما، إداريين وفنيين وعاملين«.
وهاجم «العوامري» شخصا وصفه بت«خيال المآتة» الذي ينصب نفسه للتحدث بلسان السينمائيين وأصحاب الشأن وهو ليس منهم.
ووصف المخرج مجدي الهواري القرار بأنه «محبط جدا»، وتابع في تصريحات له: «هذا القرار لو تم تنفيذه بالفعل سيدمر ماتبقى من صناعة السينما وعليه العوض».
من جانبه علق المخرج شريف مندور عضو غرفة صناعة السينما، إن الغرفة تعقد في الواحدة ظهر اليوم اجتماعا طارئا لبحث آثار هذا القرار الذي يصب في مزيد من ذبح لصناعة السينما.
وتابع «مندور» في تصريحات خاصة ل «المصري اليوم» :«القرار عبث وكأن هناك من لا يريد للسينما الحياة ..الحاجة الوحيدة اللي موريانا شوارع مصر وتاريخها والهوية المصرية هي أفلام الخمسينيات والستينيات ..فكيف ستصور السينما في ظل تلك الأسعار».
وتساءل «مندور»: هل التصوير سيكون في شقق مغلقة فقط دون الشوارع ولانسجل شوارعنا في أفلامنا؟.
وأضاف: توجه الدولة شكل وتوجه الأفراد الذين يعملون تحت مظلة الدولة شكل آخر.. الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ يومين دخل في مداخلة مع عزة مصطفى والكاتب عبدالرحيم كمال وتحدث عن تشجيع الإبداع وأن هذا هو أرخص وأهم سلاح يمكن به مواجهة تغيير الهوية ..فكيف نحارب الإبداع وتصوير الأعمال الفنية؟ ومن المقصود بالقرار؟ هل هي السينما التجارية ام الوثائقية أم الروائية ام القصيرة؟وحتى لو فيلم تجاري..أي منتج أو فيلم تجاري سيحمل على ميزانية فيلمه 100 ألف جنيه يوميا كي يصور فيلمه؟.
وأوضح «مندور»: قبل ذلك القرار منعنا من التصوير في المطار بسبب رفع أسعار التصوير..وأصبح الأمر بالكتير تصوير يومين ..فهل سنمنع من التصوير نهائيا.
وأشار شريف مندور إلى أن محافظة القاهرة لم تتواصل مع المعنيين في غرفة صناعة السينما حول تحديد أسعار التصوير بالشارع أو الأماكن التابعة للمحافظة.
وتابع: عضو السينمائيين مش هيلاقي يشتغل..مع تراجع إنتاج الأفلام..هيشتغل فين..كل دائرة بتصب وتسمع في الأخرى ..وكل قرار يؤدي إلى إن عجلة صناعة السينما تتباطئ..وباقي الدول كانت تحلم بصناعة فيلم واحد ..الآن يصنعون الأفلام ونحن نتراجع«.