الادعاء العام الألمانى: رشاوى «فيروشتال» كانت تذهب إلى صانعى القرار فى مصر

اتسعت قائمة الاتهامات فى قضية شركة «فيروشتال» المتهمة بدفع رشاوى إلى مسؤولين فى مصر و5 دول أخرى، بعد ثبوت تورط شخصيات دبلوماسية، وسياسية، واستخباراتية، ودينية فى القضية.
وقالت صحيفة «زود دويتشه تسايتونج»، المتخصصة فى نشر قضايا الفساد، إن تحقيقات الادعاء الألمانى فى مدينة ميونيخ توصلت إلى أن جزءاً من المكافآت التى حصل عليها بعض مستشارى الشركة، كان يذهب إلى من سمتهم «صانعى القرار» فى الدول الست، وهى: مصر، واليونان، والأرجنتين، والبرتغال، وكولومبيا، وإندونيسيا، وكان يتم دفعها بناء على عقود استشارية، خاصة فى مجالات بناء المصانع، وصناعة السفن والغواصات، وجزء منها كان يتعلق بمشروعات عسكرية، وتورط فيها سياسيون كبار، من بينهم أحد أعضاء الحكومة الألمانية، وأحد رؤساء الأساقفة، وأحد المتعاملين السابقين مع جهاز الاستخبارات الألمانية.
كانت السلطات الأمنية الألمانية قد هاجمت مقر الشركة فى مدينة «إسن»، نهاية مارس الماضى، للبحث عن الأدلة والمستندات التى تثبت حالات الفساد، وتم بعدها إلقاء القبض على أحد أعضاء مجلس إدارة الشركة وأحد الموظفين، ثم اتسع الأمر لتشمل الاتهامات 12 مسؤولاً وموظفاً، على رأسهم رئيس مجلس الإدارة السابق ماتياس متشرلش، الذى وجهت إليه تهمة خيانة الأمانة، وأقالته فى مايو الماضى.
كانت إدارة الشركة قد حاولت فى البداية نفى تقديم الرشاوى المنهجية على لسان رئيسها متشرلش، وهو ابن العالمين النفسيين المعروفين ألكسندر ومارجريتا متشرلش، ووصل الأمر به إلى تبرير الرشاوى ورفض اعتبارها نوعا من الفساد، قائلاً: «إن الإنسان يحتاج إلى شخص ما فى عديد من البلدان، يعرف الأشخاص المهمين المناسبين، ويخبرنا مع من ينبغى أن نتحدث لنستطيع كسب أحد المشروعات، وهو بذلك يقوم بجهد حقيقى، ولا يجب أن نضعه فى مرتبة الفساد نفسها، بل فى إطار المنافسة التجارية».
وسخرت وسائل الإعلام الألمانية من متشرلش قائلة: «إن رئيس شركة فيروشتال السابق، كان معروفا باهتمامه بقراءة الروايات الجنائية، التى يتحدث معظمها عن حالات الفساد والفضائح فى المجالين الاقتصادى والسياسى».
فى المقابل، أكد رئيس مجلس إدارة الشركة الجديد «يان زيشر»، الذى تولى منصبه فى مطلع يونيو الماضى، أنه يريد مراجعة كل اتهامات الفساد، ويريد إجراء تحقيق داخلى عن هذه الاتهامات بكل نشاط وبصورة تامة. و«زيشر» رجل أعمال سويدى، وكان شريكا فى شركة أسهم خاصة فى لندن، وتم اختياره لخبراته الواسعة، ولكى يقوم بمراجعة شاملة لسياسات الشركة فى محاولة لتحسين سمعتها الدولية.