الخلل بها ليس مرتبطًا بالسيدات فقط: «الهرمونات».. «مدير» العمليات الحيوية فى الجسم

باتت كلمة «الهرمونات» الأكثر تداولًا بين الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى، يستخدمونها فى «السخرية» من أى فعل تقوم به السيدات أو أحد من أصدقائهم، دون أن يعرف الكثيرون أن هذه الهرمونات تؤثر بالفعل على أغلب أعضاء وأجهزة الجسم، وهى أشبه ب«مدير الجسم»، فأى خلل فى توازنها يؤدى إلى اضطراب فى العمليات الحيوية وأداء الوظائف لدى النساء والرجال على حد سواء، وإذا كانت النساء الأكثر عرضة للاضطراب، فإن هناك أعراضًا خاصة تصيب الرجال أهمها ترهل الثدى وضعف الانتصاب.
تشرح الدكتورة فرح الهوارى، أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم وجراحات الأورام، طبيعة الهرمونات والتى تكون عبارة عن مواد كيميائية فى أجسامنا، يتم إنتاجها فى الغدد الصماء، وتسير مع مجرى الدم إلى الأنسجة والأعضاء لتقوم بوظائفها، وتساعد على التحكم وتنظيم العمليات الرئيسية فى جسم الإنسان، مؤكدة أن أى زيادة أو نقصان فى إنتاج الهرمون المطلوب يظهر تأثيره على الجسم مثل الوظائف الجنسية والنوم والوزن والشهية والوظائف التناسلية وتنظيم درجات الحرارة، موضحة فى الوقت نفسه أن مستويات الهرمونات تتغير فى أجسامنا طيلة الوقت خلال حياتنا بحسب مراحل نمونا.
وقالت فرح ل«صحتك بالدنيا» إن الهرمونات تلعب دورًا أساسيًا فى صحتنا بشكل عام، وتؤثر على العديد من أعضاء وأجهزة الجسم؛ لذا تتنوع أعراض «الخلل الهرمونى» كثيرا، فمثلًا يَحدث عدم توازن الهرمونات لدى الأطفال فى مراحل النمو نحو البلوغ، كما أنها من الممكن أن تَحدث فى مراحل متطورة أكثر من حياة الإنسان، وتحدث أبرز التغييرات عند سن البلوغ لدى الذكور والإناث فى هرمون الاستروجين والبروجسترون وهرمونات الغدة الدرقية، والتى تعد شائعة بين النساء، فضلًا عن اختلالات هرمون التستوستيرون والمتمثلة بالانخفاض الشائع لدى الرجال، واختلالات الهرمونات العصبية مثل هرمون الأنسولين المسؤول عن الحفاظ على توازن السكر فى الدم، وهرمون الكورتيزول الذى يؤدى دورًا مهمًّا فى إدارة القلق والتوتر، وهرمون «ديهيدرو إيبى أندروستيرون» الذى يحارب التوتر والاكتئاب ويقلل من التهاب الدماغ.
وأضافت فرح: «النساء أكثر عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من الاضطراب الهرمونى، بسبب اختلاف الدورات التى تطرأ على جسم المرأة، إضافة إلى اختلاف الغدد الصماء لديها، ومن الأمثلة التى قد تُسبب اضطرابًا فى مستوى الهرمونات لدى المرأة (متلازمة تكيس المبايض) واستخدام الأدوية المانعة للحمل، والعلاج بالهرمونات البديلة وانقطاع الطمث المبكر وأنواع علاجات سرطان الثدى والرحم التى تقلل من مستويات هرمون الإستروجين، و(متلازمة كوشينج) التى تسبب ارتفاعًا كبيرًا فى مستويات هرمون الكورتيزون، ومرض أديسون الذى يسبب انخفاضًا ملحوظًا فى مستويات هرمون الكورتيزون».
وتابعت: «قد تعانى السيدات أيضًا من اضطرابات الغدة الدرقية، وتكون أعراضها خللًا فى الدورة الشهرية، مما يجعلها غير منتظمة، أو يمكن التأثير عليها بالتوقف تمامًا أو تكرار حدوثها، فضلا عن ظهور الشعر الزائد فى مناطق بالوجه أو الذقن أو مناطق أخرى بالجسم مع زيادة الوزن أو الصعوبة فى فقدانه، وعلامات الجلد، وجفاف المهبل والضمور المهبلى والشعور بألم خلال الجماع».
وتابعت، أستاذ امراض النساء والتوليد والعقم وجراحات الأورام، أنه عند اضطراب الهرمونات، يكون هناك بعض الأعراض التى تصيب الرجال والنساء على حد سواء، وهى زيادة الوزن والإعياء والتعب الشديد والحساسية المفرطة للبرد أو الحرارة، والإمساك، أو حركات الأمعاء المتكررة وجفاف فى الجلد وانتفاخ فى الوجه وفقدان الوزن غير المبرر وضعف العضلات وكثرة التبول والعطش المتواصل وآلام وتصلّبات فى المفاصل والجوع المتواصل، والاكتئاب وانخفاض فى الرغبة الجنسية والعصبية والقلق والانفعال السريع والتعرق وصعوبات فى الرؤية بوضوح والعقم.
وكشفت فرح أن هناك أعراضًا تصيب الرجال خاصة، والتى تنتج عن خلل الهرمونات مثل ترهل الثدى وضعف الانتصاب، وفقدان كتلة العضلات، وانخفاض فى نمو شعر اللحية والجسم وهشاشة العظام، وصعوبة فى التركيز وشعور الجسم بالحرارة والسخونة.
ولفتت أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم وجراحات الأورام إلى أن الطبيب قد يصف لمن يصاب بالاضطرابات الهرمونية، بعض الأدوية لعلاج هذا الاضطراب، مشددة على أنه لا يمكن تناول تلك الأدوية خارج الإشراف الطبى؛ حتى لا تسبب حدوث مضاعفات، مثل استخدام بعض أدوية السكرى والتى تساعد فى إدارة أو خفض مستويات السكر فى الدم، وبالتالى التأثير فى الخلل الهرمونى، وأدوية الغدة الدرقية، التى تساعد على تحسين أعراض قصور الغدة الدرقية المسؤولة عن إفراز بعض الهرمونات الجنسية، أو استخدم بعض المكملات الغذائية الطبيعية لتقليل الأعراض المرتبطة بالخلل الهرمونى، ومحفزات التبويض والتى تساعد على الإخصاب، وبدائل الهرمونات لتقليل اضطرابات الطمث، وأدوية منع الحمل التى تحتوى على أشكال من الإستروجين والبروجسترون فى تنظيم وأعراض الدورة الشهرية غير المنتظمة.
وحددت «الهوارى» عدة نصائح للمساعدة فى علاج الاضطراب الهرمونى، منها الحفاظ على الوزن مع ممارسة الرياضة بانتظام مع ممارسة اليوجا، وتجنب العوامل التى تحفز الخلل الهرمونى، مع تناول كمية كافية من البروتين فى كل وجبة، وتجنب السكر والكربوهيدرات المكررة، وعدم الإفراط فى تناول الطعام أو النقص منه، وضرورة شرب الشاى الأخضر، وتناول الأسماك الغنية بالأوميجا 3.