استمرار قطع الطرق والمشاجرات احتجاجًا على أزمة البوتاجاز فى المحافظات

تصاعدت احتجاجات المواطنين فى عدد من المحافظات، الثلاثاء، بسبب استمرار أزمة نقص أسطوانات البوتاجاز. وقطع محتجون غاضبون عددًا من الطرق، اعتراضًا على تجاهل المسؤولين المشكلة، فيما قالت وزارة التضامن إن الأزمة سوف تنتهى خلال أيام، بينما توقع رئيس الشركة المصرية لنقل وتوصيل الغاز، انتهاءها خلال أسبوع.
وفي القاهرة، نظم العشرات من شباب الخريجين العاملين فى بيع البوتاجاز، وقفة احتجاجية أمام وزارة التضامن بالأنابيب، مطالبين بالحصول على حصصهم.
بينما قال المهندس فتحى عبد العزيز، رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بالوزارة، إن الوزارة سوف تفحص أوراق هؤلاء الشباب، وإن كان لهم حق فى هذه الحصص فسوف يتم صرفها لهم على الفور، متوقعًا أن تنتهى الأزمة خلال أيام، فى ظل تطبيق الخطة الأمنية التى تنفذها غرفة العمليات المركزية بالقوات المسلحة، بالتعاون مع وزارة الداخلية.
وأضاف عبد العزيز ل«المصرى اليوم»، إنه يتم حاليا ضخ نحو مليون و200 ألف أسطوانة فى جميع أنحاء الجمهورية يومياً، بهدف مواجهة سطو البلطجية على الأسطوانات للحصول على كميات من الأنابيب وبيعها فى السوق السوداء.
وقال المهندس حمدى علام، رئيس الإدارة المركزية للرقابة بالوزارة، إن الحكومة تدرس حاليا تطبيق نظام توصيل الأنابيب إلى المنازل عن طريق خط ساخن بمجرد الاتصال به يتم توصيل الأنابيب بهامش ربح بسيط، مشيراً إلى أن غرفة العمليات المركزية للقوات المسلحة تشرف حاليًا على عملية توزيع الأسطوانات، مطالبًا المواطنين بعدم الشراء من الباعة الجائلين.
وفى الدقهلية أصيب 5 من أهالى قرية دماص التابعة لمركز ميت غمر، فى مشاجرة بالشوم والأسلحة البيضاء، بسبب الخلاف على أولوية الحصول على البوتاجاز، أمام مستودع القرية، رغم ارتفاع سعر الأسطوانة فى السوق السوداء إلى 45 جنيهًا، على حد قول بعض الأهالى.
وانتقد أهالى قرية دنديط التابعة لنفس المركز، استمرار الأزمة، مشيرين إلى أنهم قدموا العديد من الشكاوى إلى المسؤولين، دون جدوى، وقال عدد من الأهالى إن القرية بها مستودع واحد تصله كمية لا تكفى احتياجات القرية، ولا تتناسب مع تعداد سكانها الذى يتجاوز نحو 70 ألف نسمة، مؤكدين توزيع الأنابيب بشكل غير عادل.
واعتصم العشرات أمام محطة غاز طلخا لليوم الثالث على التوالى، وحاول بعضهم اقتحامها لرفض ادارة المحطة تسليمهم أنابيب، لتوقف الانتاج بها وإغلاقها حسب قرار الإدارة التى أرسلت خطابا إلى المحافظ اللواء صلاح المعداوى، تؤكد فيه صعوبة العمل فى ظل هذه الظروف، وتولت قوات الجيش حماية المحطة خشية وقوع احتكاكات جديدة بين الأهالى وأمن المحطة.
وفي الغربية قطع نحو 4 آلاف من أهالى قرية جناج التابعة لمركز بسيون، طريق دسوق - طنطا الذى يربط المحافظة بكفر الشيخ، وأقاموا سورًا من الحجارة لمنع مرور السيارات، احتجاجًا على استمرار نقص الأنابيب وعدم وصولها للقرية، وطالبوا بإقالة المحافظ الذى اتهموه بالفشل فى حل الأزمة.
وفى قنا قطع العشرات من أهالى قرية المسيد التابعة لمركز قوص، طريق قنا - الأقصر، للسبب نفسه، وما سموه غياب الرقابة التموينية فى توزيع الأنابيب، وانتقل المقدم عبد الفتاح جابر، رئيس مباحث قوص، إلى الأهالى وأقنعهم بفتح الطريق، بعد توزيع 850 أسطوانة عليهم، ووعدهم بحل المشكلة فى الأيام المقبلة.
وفى المنيا قدم عشرات المواطنين، شكوى جماعية إلى المسؤولين، اتهموا فيها بعض التيارات الدينية باستغلال الأزمة فى الدعاية الانتخابية، من خلال الحصول على كميات من الأسطوانات من المستودعات، وإعادة توزيعها على المواطنين.
وطالب عزت حمزة، وكيل وزارة التموين بالمحافظة، المواطنين بمنحه مهلة أسبوع لإنهاء الأزمة، من خلال زيادة الكمية المخصصة من الغاز الصب للتعبئة.
وفى كفر الشيخ قال عدد من الأهالى إن الأزمة تتفاقم يوماً بعد آخر، بسبب انعدام الرقابة، وارتفعت الأسعار إلى 25 جنيهاً للأسطوانة، خاصة فى مركز مطوبس، وقريتى الجزيرة الخضراء، وبرج مغيزل.
وفى البحيرة، شكل عدد من الأهالى فى مركزى إدكو وكوم حمادة، لجاناً شعبية لتوزيع البوتاجاز، بعد تزايد حالات التعدى والاشتباكات أمام المستودعات، وأرجع إبراهيم العسقلانى، وكيل وزارة التضامن، المشكلة إلى عدم وصول حصة المحافظة، موضحاً أن العجز فى احتياجات المحافظة تجاوز 20 ألف طن أى ما يعادل 200 ألف أسطوانة فى نوفمبر الماضى.
وفى المنوفية قرر المحافظ المستشار أشرف هلال، إحالة 3 من أصحاب المستودعات بكفر داود التابع لمركز السادات، وقرية شبرا قبالة فى قويسنا، إلى النيابة، بتهمة التلاعب فى الحصص الخاصة بهم، وبيعها فى السوق السوداء.
من جانبه توقع أحمد غراب، رئيس الشركة المصرية لنقل وتوصيل الغاز «بوتاجاسكو»، المسؤولة عن توزيع الأنابيب، انتهاء الأزمة خلال أسبوع، مشيراً إلى أنه تم التعاون مع الشرطة العسكرية ومباحث التموين لمواجهة أعمال البلطجة التى تعرضت لها المستودعات خلال الأيام الماضية، للحصول على كميات ضخمة من الأسطوانات وبيعها فى السوق السوداء.
وقال غراب ل«المصرى اليوم»، إن الشرطة العسكرية أقامت نقاط تفتيش عند المستودعات، ووضعت خطة لتأمين نقل الأنابيب من المصانع إلى مستودعات التوزيع منذ بداية الأسبوع الجارى، وأن الشركة ضخت كميات إضافية بنسبة 20% خلال الشهر الجارى، لمواجهة الزيادة فى الطلب، ليصل إجمالى الكميات التى يتم توزيعها يوميًا إلى مليون و300 ألف أسطوانة.
وأضاف غراب أن الشرطة العسكرية منعت التجار من تحميل سيارات النقل بالقوة من المستودعات لبيعها للمواطنين بأسعار مضاعفة، وتم قصر البيع من المستودع إلى المواطنين مباشرة، بواقع أسطوانتين فقط لكل مواطن، مشيراً إلى أن الشركة استخدمت خلال الأيام الماضية، أسطولًا من عربات النقل يصل إلى 150 سيارة تحمل كل واحدة 100 أسطوانة، للبيع مباشرة إلى الجمهور غير القادر على الذهاب إلى المستودعات فى جميع المحافظات.