اشتعلت النيران فى كنيستين كاثوليكيتين فى أراضٍ للسكان الأصليين فى غرب كندا، ما أدى إلى تدميرهما، حيث ارتفع بذلك عدد الكنائس التى أُحرقت إلى 4 كنائس، منذ اكتشاف مئات القبور المجهولة بالقرب من مدارس داخلية كانت تديرها الكنيسة فى مقاطعة كولومبيا البريطانية. وقالت الشرطة الفيدرالية إن كنيسة القديسة آن وكنيسة تشوباكا، الواقعتين فى أراضٍ للسكان الأصليين فى مقاطعة كولومبيا البريطانية، تعرضتا للحرق، وقال السرجنت جيسن بايدا، من شرطة الخيّالة الكندية، إن الكنيستين دُمرتا بالكامل، وإن التحقيق يجرى على أساس وجود شبهة جنائية فى الحادث. واحترقت كنيستان أخريان كاثوليكيتان، الإثنين الماضى، فى المقاطعة نفسها، خلال اليوم الذى احتفلت فيه كندا بيوم السكان الأصليين، وقال مسؤول فى الشرطة: «التحقيقات جارية فى الحريقين السابقين وهذين الحريقين الجديدين، وليست هناك أى اعتقالات واتهامات». وجاء إحراق الكنيستين بعد يومين من الإعلان عن اكتشاف أكثر من 750 قبرًا لمجهولين فى موقع مدرسة داخلية سابقة كانت تديرها الكنيسة الكاثوليكية فى منطقة مارييفال غرب البلاد، وتم التعرف على رفات 215 طفلًا، الشهر الماضى، بالقرب من منشأة أخرى، ما أثار استياء شديدًا فى البلاد، وكشف معاناة أطفال السكان الأصليين لعقود فى المدارس التى تديرها الكنيسة الكاثوليكية. ومنذ بداية القرن ال19 حتى تسعينيات القرن الماضى، أُودع نحو 150 ألفًا من أطفال الهنود الأمريكيين والخلاسيين وشعب الإنويت، بعد أن فُصلوا قسرًا عن عائلاتهم ولغاتهم وثقافاتهم، فى 139 من هذه المدارس الداخلية فى جميع أنحاء كندا من أجل إدماجهم فى الثقافة السائدة، وتعرض العديد منهم لسوء المعاملة أو الاعتداء الجنسى، وتُوفى أكثر من 4000 شخص فى تلك المدارس، وفقًا للجنة التحقيق، التى خلصت إلى أن ما حصل كان «إبادة ثقافية» حقيقية. واعتذر رئيس الوزراء الكندى، جاستن ترودو، نيابة عن تلك الجرائم التى تعرض لها السكان الأصليون، ولم يستبعد إجراء تحقيق جنائى فى القضية، ودعا «ترودو» بابا الفاتيكان فرنسيس إلى إدانة تلك الجريمة. وكانت الحكومة الكندية تمول هذه المدارس الإجبارية، التى كان يديرها رجال دين مسيحيون، بهدف «استيعاب الشباب من السكان الأصليين ودمجهم فى المجتمع، والسيطرة عليهم وتغيير معتقداتهم وأفكارهم بالقوة». وطالب السكان الأصليون بالمزيد من البحث فى مواقع أخرى عن مقابر مشابهة، وقال زعيم السكان الأصليين إنه تلقى خبر اندلاع النيران فى كنيسة تشوباكا، وأضاف: «أنا غاضب، ولا أرى أى أمر إيجابى سينتج عن هذا التصرف، بل سيكون الأمر صعبًا»، وأشار إلى أن الكثيرين من السكان الأصليين يتبعون الكنيسة الكاثوليكية، ويشعرون بالحزن بسبب الحرائق.