«ممنوع الرقص في حفلات العرس، ويُحظر التقارب بالهمس والغمز واللمس».. قرار يثير الغضب، وجعل كثيرين يضربون كفًا بكف من فرط الدهشة والعجب. فرضت الحكومة البريطانية قواعد جديدة صارمة لم يتلقها كثيرون من المقبلين على الزواج بقبول حسن، وقالوا إنها تلقى بظلالها «القاتمة» على الأفراح والليالى الملاح. وتفرض القواعد الرسمية تباعدا اجتماعيا شاملا «من شأنه أن يسد الطريق على الاختلاط والامتزاج، ولا يسمح بزيادة الضيوف على الحد المباح، وذلك منعا للفوضى العارمة التي تتحكم في كثير من حفلات الزفاف، وتساعد في انتشار فيروس كورونا الذي يعشق بدوره الزحام». ويجب أن يلتزم أصحاب الفرح الداعون إليه بملء استمارة تقييم ل«الخطورة» على النحو الملائم، وفقا للقرار الحكومى، والتى تتعلق بمراسم الحفل، وتشمل التباعد الاجتماعى، والالتزام بعدم الرقص، وارتداء الجميع الكمامات، وإلا تعرض الزوجان لدفع غرامة قدرها 10 آلاف جنيه إسترلينى. غير أن العرسان يشعرون بالاستياء من ذلك القرار، موجهين انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، لأنه لم يقدم توضيحا كافيا للإرشادات والقواعد الجديدة. وقالت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية إنها تلقت طوفانا من رسائل البريد الإلكترونى من «الغاضبين» المقبلين على الزواج، وتقضى القواعد الأخيرة بضرورة ملء استمارة التقييم وأن تتم إقامة حفل الزفاف في مكان آمن لتجنب الإصابة ب«كوفيد- 19» مثل حديقة المنزل الخاص وعدم زيادة عدد الضيوف على ثلاثين شخصا. وتنص القواعد على ضرورة تشجيع منظمى الحفل للمدعوين على ارتداء الكمامات في الداخل، وفتح النوافذ للتهوية، والتأكد من جلوس الضيوف عندما يتناولون الطعام والشراب، إلى جانب عدم السماح بالرقص. كما يسرى تطبيق الغرامة على المضيفين إذا قاموا بتنظيم تجمع من المدعوين يزيد على 50 شخصا خارج المنزل و30 في الداخل. وجه الأزواج الذين ينتظرون «ليلة العمر» انتقادات «لاذعة» ل«بوريس جونسون» ووصفوه بأنه شخصية «ديكتاتورية وقاسية»، وأنه يجب أن يحنى رأسه خجلا، موضحين كيف أدى قراره بتأجيل إحياء ذكرى «يوم الحرية» لمدة شهر إلى تدمير خططهم من جديد. واضطر عدد من العرسان إلى تأجيل حفلات زفافهم للمرة الرابعة، مما كبدهم خسارة آلاف الجنيهات لإعادة حجز أماكن للحفل وغيره من الترتيبات، بينما قضى عدد من أحبائهم وذويهم نحبهم، إما بسبب الإصابة بكوفيد أو السرطان أو لأسباب أخرى.
