وفود فلسطينية فى القاهرة لبحث إعمار غزة وحوار المصالحة

وصل وفد فلسطينى إلى مصر، أمس، لبحث إعادة إعمار قطاع غزة، فيما واصلت الآليات والمعدات والأطقم الفنية المصرية عملها فى إزالة آثار العدوان الإسرائيلى على غزة.
ويضم الوفد الفلسطينى وكلاء وزارات الحكم المحلى والأشغال العامة والإسكان، والاقتصاد فى غزة، يرافقهم رئيس اتحاد المقاولين فى القطاع.
وأعلن مدير المكتب الإعلامى للجان المقاومة فى فلسطين، محمد البريم، تلقى لجان المقاومة دعوة مصرية رسمية، أمس، للمشاركة فى الحوار الفلسطينى بالقاهرة، والذى سينطلق، السبت المقبل. وقال «البريم»، فى بيان، إن لجان المقاومة ستشارك بوفد رسمى يرأسه الأمين العام للجان المقاومة فى فلسطين أيمن الششنية.
وأضاف أن وفد لجان المقاومة سيطرح خلال لقاء الفصائل الفلسطينية فى القاهرة رؤية لجان المقاومة حول كل القضايا التى تهم الشعب الفلسطينى.
وعلى صعيد صفقة الأسرى، التى تجرى بوساطة مصرية، بين حركة حماس وإسرائيل، نقلت صحيفة «يسرائيل هايوم» عن مسؤولين إسرائيليين كبار، تقديرهم أنه سيكون من الممكن إبرام الصفقة فى غضون أسابيع. ونقلت الصحيفة عن مسؤول مصرى كبير، قالت إنه منخرط فى جهود الوساطة، قوله إن مفاوضات التهدئة تسير ببطء، وإن الوضع السياسى فى إسرائيل يعطل مباحثات التهدئة، لأنه لا يوجد أحد فى تل أبيب حاليًا يتخذ قرارات حاسمة، وكل المناقشات والمحادثات التى تجرى فى الوقت الحالى ليست أكثر من كلام، فى ظل ترقب أداء الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين أمام الكنيست، ما يعنى الإطاحة بحكومة بنيامين نتنياهو الحالية.
ويجرى ذلك فى ظل حالة من التوتر غير المسبوق داخل إسرائيل، وسط حالة تأهب واستنفار المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خوفًا من تفجّر الأوضاع الداخلية، بتحريض من نتنياهو، على أمل إجهاض ولادة الحكومة الجديدة، بما فى ذلك مسيرة الأعلام التى من المقرر أن ينظمها المستوطنون، الخميس.
وعبرت الإدارة الأمريكية عن قلقها من الوضع فى القدس واحتمال أن يؤدى التصعيد المتجدد فى المدينة جراء مسيرة الأعلام إلى مواجهة إسرائيل وحماس فى قطاع غزة، كما حدث قبل شهر تقريبًا.
وجاء التعبير عن القلق الأمريكى فى كل المحادثات التى أجراها وزير الدفاع الإسرائيلى، بينى جانتس، فى واشنطن، الأسبوع الماضى، بحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.
ونقلت قناة «كان» الإسرائيلية عن مصدر أمنى إسرائيلى، أمس، قوله إن الوضع متفجر وكل الأطراف تدرك الحساسية وإمكانية الانفجار على الأرض. وأضاف: «خاصة عندما يتعلق الأمر بالقدس، فإن أى حدث غير عادى يمكن أن يشعل النار فى المنطقة ويؤدى إلى تصعيد فى كل من الضفة وقطاع غزة، وبالتالى يتطلب المسؤولية واتخاذ القرار دون تدخل سياسى».
ويبحث جهاز الأمن العام الإسرائيلى (الشاباك) طبيعة التهديدات التى قد تشكلها تلك المسيرة، بعد أن حذر من «العنف المتوقع من جراء تنظيم المسيرة، وذلك قبل توصل إسرائيل وحماس بوساطة مصر إلى تفاهمات حول تهدئة».
وطالب وزير الدفاع الإسرائيلى، بينى جانتس، بإلغاء «مسيرة الأعلام» الاستفزازية المقرّرة فى القدس المحتلة، الخميس المقبل، وذلك بعد أن أجرى مشاورات أمنية «على خلفيّة الأسبوع الحساس على المستوى الأمنى»، مساء أمس الأول، شارك فيها رئيس أركان الجيش الإسرائيلى وقائد جهاز الشرطة، والمستشار القضائى للحكومة الإسرائيلية وأجهزة أمنية أخرى، بحسب ما جاء فى بيان عن مكتب جانتس. وجاء فى البيان: «بعدما استمع إلى تقدير الموقف الأمنى والجهود العملياتية المطلوبة من الجيش والشرطة، خلص الوزير إلى الطلب بألا تجرى (مسيرة الأعلام) فى القدس بالخطة التى توجب جهدًا أمنيًا خاصًا، ومن الممكن أن تؤدى إلى الإضرار بالنظام الجماهيرى والمسارات الدبلوماسية الجارية».
ونفت الشرطة الإسرائيلية، أمس الأول، أن تكون منحت ترخيصًا للمسيرة، بحسب القناة 12، بخلاف ما يدّعى منظمو المسيرة. ومن المقرر أن تدخل المسيرة اليهودية مساء الخميس المقبل إلى البلدة القديمة عبر عدّة أبواب، للوصول إلى حائط البراق، مرورًا بأزقة القدس والحى الإسلامى. وعادة ما يشارك فى المسيرة عشرات الآلاف من المستوطنين، ويدعون إلى هدم المسجد الأقصى وإنشاء الهيكل المزعوم بدلًا منه.
فى المقابل، شهدت مدينة تل أبيب مظاهرة ضد الاحتلال الإسرائيلى، مساء أمس الأول، بمناسبة الذكرى ال54 لاحتلال الأرض الفلسطينية، وطالب المشاركون بإنهاء الاحتلال وتحقيق المساواة التامة.
ونظمت المظاهرة قوى عربية ويهودية ويسارية وجمعيات أهلية فى إسرائيل فى ذكرى احتلال عام 67، عشية تشكيل حكومة جديدة برئاسة نفتالى بينيت، زعيم حزب «يمينا».
من جانبهم، دعا كبار حاخامات الصهيونية الدينية فى منشور أصدروه، مساء أمس الأول، إلى القيام بأى شىء كى لا تُشكل حكومة كهذه. وجاء فى المنشور، الذى حمل عنوان «دعوة حاخامات إسرائيل»، أن الحكومة التى أعلن رئيس حزب «هناك مستقبل»، يائير لبيد، عن تشكيلها الأسبوع الماضى، «تتناقض بشكل كامل مع رغبة الشعب مثلما تم التعبير عنها بشكل حاسم فى الانتخابات الأخيرة. وليس متأخرا القيام بذلك، وهذا ما زال ممكنا بكل تأكيد». ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مصادر فى حزب الليكود، الذى يتزعمه نتنياهو، أن «غالبية الليكود أدركت حقيقة أننا فى طريقنا إلى المعارضة. ويبدو أنه لا توجد أدوات عملية متبقية لوقف تشكيل حكومة بينيت لابيد». وأضافت المصادر: «ستنهض الحكومة وسنخدم الجمهور من المعارضة».
ومع ذلك، تقدّر مصادر الليكود أن من غير المتوقع أن تستمر حكومة بينيت لابيد لفترة طويلة، متوقعين انتخابات جديدة خلال عام على الأكثر.