كشفت مصادر فلسطينية وإسرائيلية، الاثنين، أن حركة حماس تتحفظ على المطالب الإسرائيلية والدولية بإشراف السلطة الفلسطينية على إعادة إعمار قطاع غزة لمنع حركة حماس من استغلال الأموال المخصصة لإعادة إعمار القطاع في إنتاج الأسلحة والصواريخ. ونقلت القناة العبرية العاشرة عن المصادر قولها إن الوفد المصرى عرض على «حماس» استئناف المحادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى، وأضافت أن «حماس» أيدت العرض واتهمت إسرائيل بعرقلة الملف، إذ تطلب تل أبيب تحقيق تقدم في إعمار ما دمرته في غزة بالإفراج عن الأسرى وجثامين الجنود المحتجزين لديها. وأوضحت المصادر أن «حماس» أبلغت الوفد المصرى بأن محاولة ربط صفقة بإعادة إعمار القطاع قضية خاسرة، وأنه «من المستحيل ابتزاز» الحركة. وأشارت المصادر إلى أن «حماس» اقترحت أن يكون ملف إعادة الإعمار عبر تشكيل لجنة وطنية تضم متخصصين وشخصيات عامة وممثلين للفصائل. وكشفت المصادر أن إسرائيل رفضت مطالب «حماس» التي حملها الوفد المصرى بشأن شروط وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة، وأضافت أن تل أبيب تصر على أن تكون السلطة الفلسطينية هي المشرفة على إعادة إعمار القطاع بالتعاون مع المؤسسات الدولية. وقال مسؤول من «حماس» إن إسرائيل تحاول فرض سياستها على القطاع، وهذا ما نرفضه وسنرفضه بشدة.. كما رفضت «حماس» مواصلة إغلاق معبرى كرم أبوسالم وإيريز، وعدم سماح إسرائيل للصيادين بالصيد في بحر غزة. ونقلت صحيفة «الشرق» السعودية عن مصادر قولها إن الوفد المصرى دعا الفصائل الفلسطينية لزيارة القاهرة لبحث التوصل إلى هدنة طويلة الأمد. وذكرت المصادر أن ممثلى الفصائل بغزة وضعوا خلال لقائهم بالوفد الأمنى المصرى في غزة، أمس الأول، 3 خطوط حمراء أمام إسرائيل هي: وقف الاعتداء على مدينة القدس، وحى الشيخ جراح، والعودة للاغتيالات- حسبما أفادت صحيفة «الأيام» الفلسطينية- وطلبت الفصائل من الوفد المصرى إبلاغ الاحتلال بهذه الخطوط، وبأن تجاوزها سينسف جهود التهدئة وسيشعل المنطقة مجددا. وأضافت أن ممثلى الفصائل الذين حضروا الاجتماع، بمن فيهم قائد «حماس» في غزة يحيى السنوار، أكدوا للوفد المصرى أن استمرار إغلاق المعابر وتشديد الحصار سيقود إلى انهيار وقف إطلاق النار والعودة إلى المواجهة. كان خالد مشعل، رئيس «حماس» في الخارج، قال: «نفضل أن يتم توجيه مساعدات إعادة إعمار غزة من الدول إلى قنواتنا مباشرة»، فيما قال وزير المالية الإسرائيلية، إسرائيل كاتس: «نحن بحاجة إلى التنسيق مع الولاياتالمتحدة واللاعبين الآخرين، لمنع (حماس) من استعمال المساعدات». ودعا وزير الدفاع الإسرائيلى، بينى جانتس، إلى إيجاد طرق تمنع وصول مواد إعادة الإعمار للحركة، وذلك بعدما اتهم مسؤولون إسرائيليون «حماس» بسحب أموال إعادة الإعمار لبناء وحفر أنفاق تحت قطاع غزة وصناعة الصواريخ. وفى تصعيد إسرائيلى جديد يسبق مساعى القاهرة المكثفة للتوصل إلى تهدئة طويلة الأجل بين غزة وجيش الاحتلال، قال مسؤول أمنى إسرائيلى إن بلاده ستنتهز أي فرصة لاغتيال قائد كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، محمد الضيف. وقال وزير الدفاع الإسرائيلى تعليقًا على نجاة «الضيف» من محاولتى اغتيال خلال جولة التصعيد الأخيرة: «هذه لن تكون آخر محاولة منا، وفى نهاية المطاف سننجح في اغتياله». وأكد «جانتس» أن «جميع قيادات حماس المسؤولين عن إطلاق النار ليسوا في مأمن ولن نعود إلى وضع ما قبل التصعيد الأخير». وشدد «جانتس» على أنه لن تتم توسعة مساحة الصيد دون عودة الجنود الأسرى لدى «حماس»، وأشار إلى آلية جديدة لإعادة إعمار قطاع غزة عبر السلطة الفلسطينية، وحذر من أن إسرائيل سترد بقوة حتى ولو أطلق بالون حارق أو قذيفة صاروخية واحدة من غزة، وأضاف: «يتعين تعزيز قوة السلطة الفلسطينية بتكليفها بمهمة الإشراف على إعادة ترميم قطاع غزة وعدم نقل الأموال مباشرة إلى حماس». وقال رئيس الوزراء الفلسطينى محمد أشتية إن السلطة الفلسطينية ترى في مصر وقطر والدول العربية وأوروبا وواشنطن والأممالمتحدة شركاء في إعادة إعمار غزة.. وفيما بدأت سلطات غزة توزيع الخيام والأغطية، إذ أصبح 6 آلاف مدنى بلا مأوى في القطاع نتيجة تدمير منازلهم في العدوان الإسرائيلى على القطاع، دعا مسؤولون في الأممالمتحدة إلى بدء «عملية سياسية حقيقية» لضمان إعادة إعمار غزة على المدى الطويل. وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازارينى، إن إعادة إعمار غزة يجب أن تصاحبها جهود طويلة الأمد لتجنب جولة جديدة من إراقة الدماء، وأكد «لازارينى» أن إعادة الإعمار يجب أن ترافقها بيئة سياسية مختلفة، محذرا من أن «معاناة غزة تزداد بشكل مطرد بسبب عدم معالجة الأسباب الحقيقية للنزاع من جذورها». في سياق متصل، بدأ وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن، أمس، جولة في الشرق الأوسط، في زيارة تمتد حتى 27 مايو وتشمل إسرائيل والأراضى الفلسطينية ومصر والأردن. وقال البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن سيجرى محادثات مع زعماء إسرائيليين وفلسطينيين حول غزة، واستبق بلينكن جولته بالتأكيد على ضرورة أن يكون هناك في نهاية المطاف احتمال لحل سياسى سلمى بين إسرائيل و«حماس». وأضاف لشبكة «سى.إن. إن» التلفزيونية الأمريكية: «أعتقد أنه تم تذكير كلا الجانبين بأن علينا إيجاد طريقة لكسر الحلقة، لأننا إذا لم نفعل ذلك فسوف يكرر نفسه بتكلفة كبيرة»، وأضاف بلينكن، لشبكة «إيه.بى.سى» الأمريكية أن وقف إطلاق النار حاسم، وأن الولاياتالمتحدة تتجه للتعامل مع الوضع الإنسانى الخطير في غزة وإعادة الإعمار وإشراك الجانبين في محاولة البدء في إجراء تحسينات حقيقية حتى يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من العيش مع تدابير متساوية لأمن السلام والكرامة. ورفض «بلينكن» الإفصاح عما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن ستواصل تنفيذ بنود «صفقة القرن» التي أعلنتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وقال: «يجب أن تكون النتيجة في النهاية هي حل الدولتين».