حالة من الترقب والتخوف يعانيها العالم بفعل المصير المجهول للصاروخ الصينى «لونج مارش بى 5»، الذى خرج عن السيطرة، وتم رصد مروره فوق عدد من الدول، فى ظل توقعات بسقوطه خلال الأيام القليلة المقبلة، على مكان غير محدد بكوكب الأرض، بعد دخوله إلى الغلاف الجوى بسرعة تزيد على 26 ألف كلم فى الساعة، واحتراق كتلته الرئيسية، وتحولها إلى حطام نارى متناثر يهدد بإحداث أضرار بالغة إذا وقع على منطقة مأهولة بالسكان. يزيد من هذا التخوف تحذيرات خبراء الفضاء من إعادة دخول «غير متحكم به»، أى فقدان القدرة على التوجيه وعدم التحديد المسبق لمسار السقوط، للجزء الرئيسى من مركبة الإطلاق «لونج مارتش 5 بى»، والبالغ وزنها 20 طنًا إلى الغلاف الجوى للأرض. وقال عالم الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد، جوناثان ماكدويل، إن السبب وراء عدم معرفة موقع إعادة دخول الصاروخ الصينى للغلاف الجوى للأرض هو «دوران الجزء الأساسى للصاروخ حول الأرض كل 90 دقيقة»، لافتًا إلى أن الحطام الذى يحتمل أن يكون خطيرًا من الممكن أن يفلت من الاحتراق بعد أن يخترق الغلاف الجوى بسرعة تفوق سرعة الصوت، ولكن من المرجح أن يسقط فى البحر، بالنظر إلى أن الماء يغطى 70% من الكرة الأرضية. وأضاف «ماكدويل» أنه من غير المؤكد عدد الشظايا التى ستبقى بعد إعادة الدخول، لكنها كافية لإحداث أضرار، واستكمل: «الأمر فى أسوأ الأحوال سيكون مثل حادث تحطم طائرة صغيرة، ولكنه سيمتد على خط بطول مئات الكيلو مترات». واتفق مع هذا الرأى، الدكتور فاروق الباز، مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطنالأمريكية، مؤكدًا أن ما حدث مع الصاروح الصينى «لونج مارش بى 5» أمر وارد ولا داعى للخوف منه. وأوضحت الدكتورة سوزان صمويل، الأستاذ المساعد بقسم أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن هذا الصاروخ يدور فى مدار حول الأرض بارتفاعات تتراوح بين 160 و260 كيلو مترًا، وبسرعة متوسطة تزيد قليلا على 28 ألف كيلو متر، ما يجعله يكمل دورة كاملة حول الأرض فى نحو 90 دقيقة فى مدار بيضاوى. وعن مروره فوق مصر، كشف رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية، الدكتور جاد القاضى، أن الصاروخ مر بالفعل فوق البلاد، أمس الأول، فى تمام الساعة 11:39 دقيقة واستمر لمدة 3 دقائق ونصف بسرعة تصل إلى 28 ألف كيلو متر فى الساعة، وكذلك مروره، فجر أمس، فى تمام الساعة 5:37 دقيقة لمدة 3 دقائق ونصف.
