الأقباط يؤدون صلوات «الجمعة العظيمة»

ترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلاة الجمعة العظيمة، أمس، بالكاتدرائية المرقسية فى العباسية، وسط إجراءات تأمينية وتنظيمية مشددة ومراعاة للتدابير الاحترازية الواجب اتباعها للمشاركين فى الصلوات. وشارك فى الصلاة الآباء الأساقفة العموميون، وسط حضور شعبى محدود.
وشهدت عملية دخول الكاتدرائية إجراءات احترازية مشددة، حيث تولى فريق الكشافة التابع للكاتدرائية تطبيق عدد من الخطوات الوقائية حيال المشاركين، واتشحت الكاتدرائيات والكنائس فى مصر والمهجر بالسواد، وتم تعليق الستائر والأعلام السوداء حزنا على صلب المسيح- وفق العقيدة المسيحية.
وألقى البابا عظة روحية قال فيها إن اليهود قبضوا على السيد المسيح ليلة الجمعة وأنهم وضعوا مقولة: «أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا»، فأصدروا بالتالى قرار موته إلى جانب التهم التى ألصقوها به، مشيرًا إلى أن السيد المسيح تعرض ل6 محاكمات ليلة صلبه. وأضاف: «نحن فى غمار الساعة السادسة من يوم الصليب، ولكى نكون متتبعين الأحداث والخطوات التى تمت عبر التاريخ فى زمن السيد المسيح بقبلة غاشة من التلميذ الخائن يهوذا، الذى سلم السيد المسيح لليهود.
وبدأت مجموعة من المحاكمات من يوم الخميس مساءً وطوال الليل وحتى الجمعة، وأعلنت الكنيسة أهم الإجراءات الواجب اتباعها فى صلوات يوم الجمعة العظيمة وقداس عيد القيامة فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، وهى: التعاون الكامل مع رجال الأمن الموجودين على أبواب الكاتدرائية والمنوط بهم التأكد من بطاقة الحضور ومطابقتها مع بطاقة الرقم القومى، والتعاون مع خدام الكشافة داخل الكاتدرائية من خلال الاستجابة لتوجيهاتهم فيما يخص تطبيق الإجراءات الوقائية وكافة التعليمات، وحظرت الكنيسة بلمس الأيقونات، سواء الثابتة بالكنيسة أو المتحركة فى الدورات الطقسية، ومن باب الأمانة ألا يسمح أى فرد لنفسه بالمجىء إلى الكاتدرائية فى حال شعوره بأى أعراض مرضية حتى ولو كانت بسيطة، وكذا أفراد أسرته، ويجب ألا يتغلب اشتياقنا للمشاركة فى هذه الأيام المقدسة على أمانتنا وحرصنا على أنفسنا وعلى بقية المشاركين معنا فى الصلوات.
ويلتزم الآباء الكهنة المشاركون بكافة التعليمات من تطهير اليدين والتباعد الجسدى وارتداء الكمامة بالشكل الصحيح طوال فترة وجودهم داخل الكنيسة، وبالأخص عند الوقوف أمام المنجليات والمذبح أو استخدام الميكروفونات أثناء القراءات والصلوات والألحان، ويلتزم جميع أعضاء خورس الشمامسة بكل ما جاء فى البند السابق، ولا سيما عدم خلع الكمامة عند تلاوة الألحان أو القراءات، وكذلك تسرى عليهم تعليمات الدخول والانصراف المشار إليها فى البنود السابقة.
كما يلتزم كل مصلٍّ بإحضار منديل التناول - اللفافة - الخاص به فى قداس العيد، وغطاء الرأس للسيدات للاستخدام الشخصى، ويمتنع تمامًا التشارك فى استخدام هذه الأدوات بين المصلين، وسيتسلم كل فرد زجاجة مياه لصرف التناول عند دخوله إلى الكاتدرائية.
ويجب ألا يقترب المتناول من الأب الكاهن لحظة تقدمه للتناول، أو توجيه أى حديث إليه، حتى ولو بغرض الاعتراف أو نوال الحِلِّ، لئلا يُفقد احتراز التباعد الآمن بينهما.
وفى المحافظات، شددت أجهزة الأمن بالبحر الأحمر من إجراءات تأمين الكنائس والأديرة الأثرية والمناطق والشوارع المحيطة بها بمختلف المدن استعدادًا لاحتفالات عيد القيامة المجيد، وتم إغلاق شارع الكنيسة بالغردقة أمام الحركة المرورية وتحويلها لشوارع بديلة أثناء أداء الصلوات بالكنيسة.
وتفقد اللواء خالد عبدالهادى، مدير المباحث الجنائية، والعميد علاء صابر، رئيس المباحث، الخدمات الأمنية ومتابعة الموقف، وتم نشر عدة أكمنة أمنية ومرورية بالغردقة، ومنع انتظار أى سيارات بالقرب من الكنائس، كما تم تسيير دوريات ثابتة ومتحركة للمرور على الكنائس ومنع تواجد أى سيارات بالقرب من الكنائس والأديرة.
وفى أسوان، أمر المحافظ اللواء أشرف عطية بمنع أى مظاهر للاحتفالات أو فعاليات جماهيرية خلال فترة الأعياد المتتالية، وهى عيد القيامة وشم النسيم وعيد الفطر، تطبيقًا للإجراءات الاحترازية والوقائية لمجابهة جائحة كورونا.
وأكد غلق الحدائق العامة والمتنزهات بجميع المراكز والمدن، خاصة حديقتى النباتات وفريال بمدينة أسوان، وكورنيش كوم أمبو، وحديقة الأندلس بإدفو، بالإضافة إلى الجزر النيلية، مع تعليق كافة الرحلات النيلية، فضلًا عن المناطق التى تشهد إقبالًا من مئات المواطنين كل عام بجوار كوبرى أسوان الملجم، وكذا شاطئ منطقة المغارة بالأعقاب. وشدد المحافظ على ضرورة التعامل بحسم مع المولات والكافيهات والمقاهى والقاعات والفنادق والمطاعم السياحية التى تخالف تطبيق هذه الإجراءات بما يساهم فى الحد من انتشار فيروس كورونا، مناشدًا المواطنين الالتزام بارتداء الكمامات الواقية والتباعد الاجتماعى بتجنب الاختلاط والتجمعات الأسرية وغيرها للحفاظ على سلامتهم من أى إصابات.