توقيع مذكرة لتوطين صناعة قطارات المترو في مصر

شهد الفريق كامل الوزير، وزير النقل، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أمس، توقيع مذكرة تفاهم لتوطين صناعة قطارات المترو والقطارات ذات الجر الكهربائى في مصر، بين الشركة الوطنية لصناعات السكك الحديدية «نيرك»، وشركة «هيونداى روتيم» الكورية الجنوبية.
ووقع عن «نيرك» الدكتور أحمد فكرى عبدالوهاب، العضو المنتدب للشركة، وعن «هيونداى روتيم»، يونجباى لى، الرئيس التنفيذى للشركة.
وقال وزير النقل إن هذا التوقيع يأتى في إطار توجيهات القيادة السياسية بتوطين صناعة السكك الحديدية، خاصة صناعة الوحدات المتحركة وإنتاجها بجودة عالية محليًا لتوفير قطارات جديدة لخطوط مترو الأنفاق والجر الكهربائى المختلفة خلال السنوات ال6 المقبلة، بالتعاون مع بعض الشركات المصرية لتوطين هذه الصناعة.
وأضاف: «لنا الفخر أن نبدأ أولى خطوات تصنيع حقيقى للوحدات المتحركة للمترو ووسائل الجر الكهربائى وبنسبة تصنيع محلى، كما وجه رئيس الجمهورية بنسبة توطين للصناعة المحلية تصل إلى 25% في غضون عامين، و50% من التوطين بعد 4 أعوام، و75% خلال 6 سنوات، كما تضمنت بنود المذكرة خطة الدعم الفنى ونقل التكنولوجيا التي سوف تقدمها هيونداى».
وأوضح أن هذا التوقيع يمثل نقلة نوعية كبيرة في مجال توطين صناعة السكك الحديدية، خاصة مع حجم المشروعات القومية التي تنفذها الدولة في مجال تحديث وتطوير وسائل النقل بمترو الأنفاق والجر الكهربائى، مشيرا إلى أن هذا التعاون يتيح توطين صناعة الوحدات المتحركة بكافة أنواعها بما يؤمّن متطلبات الدولة في هذا الشأن، وزيادة القدرة على التصدير إقليميا ودوليا، لافتا إلى أنه عندما تبدأ الشركة في التصنيع ستكون الأولوية للتصدير، وخاصة إلى إفريقيا.
وأكد وزير النقل أن التعاقد بين «هيونداى» و«سيماف» لتوريد 32 قطارا مكيفا جديدا للخط الثالث للمترو يشمل التصنيع المحلى بنسبة 25% ل10 قطارات، وهو ما نحرص على تنفيذه، كما نحرص على استمرار التعامل المثمر في مجال تحديث نظم الإشارات للسكك الحديدية خط «نجع حمادى/ الأقصر». ونوه إلى أن تحديث نظم الإشارات بخط «الأقصر/ أسوان» من الممكن أن يشكل تعاونا مثمرا بين الجانبين المصرى والكورى الجنوبى، مضيفا أنه سيتم التعاون مع الجانب الكورى في توطين صناعة تحديث نظم إشارات السكك الحديدية في مصر.
وقالت الدكتورة هالة السعيد، إن توقيع تلك المذكرة يعد خطوة جادة لتوطين صناعة عربات القطارات، وهو ما يمثل خطوة مهمة لتطوير الصناعة المصرية تطبيقًا مباشرًا لبرنامج الإصلاحات الهيكلية الذي أعلنت عنه الحكومة هذا الأسبوع، موضحة أنها لا تمثل فقط عملية توطين بل تعميق لتلك الصناعة المرتبطة بنقل تكنولوجيا متقدمة ومع أفضل الشركاء العالميين في هذه الصناعة كثيفة العمالة والتكنولوجيا والتى تحتاج لمدخلات إنتاج عدة تعمل على تحريك عديد من الصناعات المغذية التي تخلق مزيدا من فرص العمل. وأضافت أن التعاون بين «هيونداى روتيم» و«نيرك» يمثل تحالفًا مهمًا جدًا يضم ممثلا من الحكومة المصرية ممثلة في صندوق مصر السيادى والهيئة الاقتصادية لقناة السويس مع تحالف من شركات وطنية كبرى من الشركات المصرية، مؤكدة أنها تمثل رسالة مهمة تعبر عن تشجيع الدولة للقطاع الخاص ومساندته ودعم وجوده بمساحة أكبر في الاقتصاد القومى.
ولفتت إلى إطلاق الحكومة البرنامج الوطنى للإصلاحات الهيكلية، والذى يركز على تعميق وتوطين الصناعة وتهيئة البيئة للقطاع الخاص، موضحة أن هذا البروتوكول يمثل نموذجًا واضحًا وحيًا لتفعيل مكونين رئيسين من هذا البرنامج.
وأكدت وزيرة التخطيط أهمية المشروع، موضحة أن جزءا كبيرا من الواردات كان يرتبط بهذا القطاع، والمشروع يسهم في توفير موارد كثيرة من النقد الأجنبى والتى كانت تستخدمها الدولة لاستيراد مكونات هذا القطاع، بالإضافة إلى أنه يأتى في إطار توجيهات القيادة السياسية ممثلة في السيد رئيس الجمهورية. ولفتت الوزيرة إلى أن المشروعات الخاصة بالصناعات والصناعات الكبرى تستطيع من خلالها الدول تحقيق قفزات تنموية وتحدث قيمة مضافة، متابعة أنه من خلال هذا النوع من المشروعات يمكن النقل إلى إفريقيا، إذ إن مصر بموقعها الجغرافى المتميز واقتصادها المتنوع وما تم تحقيقه من إنجازات في المرحلة الأولى من الإصلاح الاقتصادى تعتبر مهيأة بكل ما فيها من مقومات وكل عناصر النجاح لأن تكون بوابة لنقل تلك الصناعات ونقل هذا النوع من المشروعات إلى إفريقيا.
وأكد السفير الكورى الجنوبى بالقاهرة عمق العلاقات المصرية- الكورية الجنوبية، موضحا أن التعاون المثمر في قطاع مترو الأنفاق هو تجسيد لتلك العلاقات، ومشيرا إلى أن الجانب الكورى الجنوبى سيبذل قصارى جهده لتدعيم هذا التعاون. وأشار رئيس شركة هيونداى روتيم إلى أن الشركة ستبذل جهدها للتعاون مع «نيرك» ونقل التجارب والخبرات الكبيرة والتكنولوجبا الحديثة لها، خاصة أن «هيونداى» لديها خبرات كبيرة في الأسواق العالمية، كما أنها ستتعاون مع هيئة سكك حديد مصر في مجال تحديث نظم الإشارات وتوطين هذه الصناعة في مصر.