يضم متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية مسبحتين نفيستين من مقتنيات الملك فاروق الأول، إحداهما من الياقوت الأبيض بمئذنة وفاصلين وشرابة من الذهب، والأخرى من خشب الصندل بمئذنة وفاصلين وشرابة من الذهب المرصع بالماس، وللمسبحة تاريخ قديم يقارب ال3000 عام وهى تتألف من مجموعة من حبات (الخرز) المثقوبة يمر من خلال ثقوبها خيط يجتمع طرفاه فى النهاية داخل القصبة (رأس السِّبحة) التى لا يشترط أن تكون من نفس مادة الخرز. ووفق المتحف، فقد ظهرت المسبحة لأول مرة فى التاريخ عند السومريين فى الألفية الثالثة قبل الميلاد فى بلاد الرافدين (العراق)، ثم انتقلت إلى بقية الحضارات الأخرى كالحضارة المصرية القديمة والهندية والفارسية وغير ذلك من الحضارات. وهناك رأى آخر يقول إن الصين والهند هما أول من استعمل المسبحة كتعويذة وتميمة لطرد الشياطين والأرواح الشريرة، وكانت تصنع من بذور نباتية من نوع خاص، فيما تخبرنا الآثار الفينيقية بأن المسبحة استخدمت لديهم فى المقايضة والمعاملات التجارية للعدّ والحساب. وجاء رأى آخر ليقول إن أول من استعملها كان راهبًا يونانيًا.. والسِّبحة الكاثوليكية قديمًا كانت تتكون من خمس عشرة خرزة مفصولة بخرزات أكبر حجمًا، وهو النموذج الأكثر شيوعًا وتنتهى بالصليب. وأضاف:«هناك رأى يقول إن الهنود هم أول من استخدموا السِّبحة بشكلها المعروف، وكان ذلك فى القرن الخامس قبل الميلاد، حيث استوحى المسلمون منهم الفكرة من خلال الاحتكاك بهم فى التجارة والفتوحات الإسلامية وحركة القوافل التى أدت للتبادل التجارى والحضارى، ومع توسع الفتوحات الإسلامية وازدياد الثروات برع الصنّاع فى تصميم السِّبح من الجواهر والأحجار الكريمة، لتحتوى خزائن الخلفاء الراشدين والحكام المسلمين على أجمل نفائس السبح، وكان أشهرها سبحة زينب بنت جعفر المنصور التى صنعت من الياقوت الرمانى». والمسبحة الإسلامية تتألف من 99 خرزة وفقًا لعدد أسماء الله الحسنى، منظومة فى خيط ينتهى طرفاه عند الإمام أو المئذنة (أى رأس السِّبحة، وتكون مصنوعة من الذهب أو الفضة أو عقدة من خيطها)، والشاهدان (الفاصلان) اللذان يختلفان فى الشكل عن باقى خرزات السِّبحة، ويقسمان السِّبحة إلى ثلاثة أجزاء كل منها 33 خرزة، ومن المعتاد وجود شرابة نسيجية أو معدنية على رأس السِّبحة.
