عودة الروح للسياحة!

تستعد شرم الشيخ والغردقة للسياحة الروسية بعد اتفاق السيسى/ بوتين على العودة الكاملة للطيران الروسى.. وتستعد المطارات لاستقبال الرحلات العائدة، وتستعد الفنادق بالإجراءات الاحترازية الكاملة لسلامة السياح.. مع أن الحكاية لم تكن تتعلق بكورونا ولا الإجراءات الاحترازية ولم تكن تتعلق بالإجراءات الأمنية أيضًا!.
القصة لم تكن مفهومة بين دولتين بينهما تحالف استراتيجى، وجاءت تسعة فرق أمنية لتأمين المطارات حتى الآن.. وفى كل مرة يثبت أن مصر جاهزة بلا أى مشكلات لاستقبال السياحة.. وأظن أن السياحة الروسية تأتى فى توقيت مهم بالنسبة لمصر بعد موكب عالمى لنقل المومياوات، وفى توقيت تألمت فيه السياحة من طول فترات الانقطاع، وأعتقد أن الوقت أصبح مواتيًا للتعافى، ولم يبقَ سوى استعدادات الدولة لاستقبال الأفواج العائدة بالورود!.
ومصر لديها خبرة كبيرة فى استقبال السياحة بحفاوة وترحاب وكرم.. فقد كنت ذات مرة فى الغردقة عائدًا إلى القاهرة وفوجئت بوصول طائرة سياحة، وكان رجال وسيدات المطار وهيئة تنشيط السياحة فى المطار يحملون الورود، وتصاحبهم فرق المزمار البلدى والتنورة احتفالًا بالسياح.. وهى فى حد ذاتها طقوس لا تمارسها أى دولة مثلنا، أو بنفس روح المصريين فى استقبال الضيوف!.
الروس يفضلون الغردقة أكثر، وقد علمت من زملاء أن المطار استعد لاستقبال السياح فى مايو، وهو موسم أعياد وفرحة.. وسوف تكون انطلاقة كبرى للسياحة، فالروس يصنعون بهجة فى المنتجعات التى ينزلون فيها.. والمصريون يحبونهم لأسباب تاريخية عديدة بعضها سياسى.. وإن كانت السياسة مؤخرًا قد أفسدت هذه العلاقة بين المصريين والروس، ولعب بوتين فى هذه المنطقة بطريقة سلبية!.
على أى حال نحن الآن فى انتظار عودة الطائرات والسياح، ما يشى بتحسن الحالة السياحية فى مصر، وقد أطلقت عليها عودة الروح إلى قطاع السياحة المصرى، لتعود الحياة للسياحة والفنادق وحركة السياحة كلها، بما فيها العمالة والخدمات المعاونة.. وتتبقى توعية المواطن وإشاعة ثقافة السياحة لدى سائقى التاكسى وكل المطاعم التى تتعامل مع السياح بكل قوة!.
السياحة مسألة حياة أو موت، فلا بد أن نهتم بها ونراعى مشاعر السياح فى التعامل معهم بيعًا وشراء.. ليس فى شرم الشيخ والغردقة فقط ولكن فى كل شبر على أرض مصر.. فقد ذهبت منذ شهور إلى الأقصر وأسوان وكان التجار يبيعون المنتجات التراثية بتراب الفلوس لعدم وجود سياحة.. وأتمنى أن أهمس فى آذانهم، فلا يُحمِّلوا السائح فترة الغياب الطويلة حتى لا تفر السياحة من مقصد هنا أو مقصد هناك!.
نحن نتطلع لعودة قوية للسياحة بعد الجهود الجبارة التى بذلتها مصر وبذلها وزير السياحة خالد العنانى شخصيًا.. سواء بافتتاح متحف الحضارة ومركز المومياوات، أو تطوير المتاحف القائمة أو الاستعداد لافتتاح المتحف المصرى الكبير، وهو فريد عصره وأوانه.. وسوف تعود تلك الأيام بخيرها وجمالها لينتعش الاقتصاد وينتعش العاملون فى قطاع السياحة، بعد فترات جفاف طويلة!.