قوبل قرار استئناف الرحلات الروسية إلى الغردقةوشرم الشيخ بفرحة كبيرة لدى خبراء السياحة والمستثمرين وأصحاب الفنادق والبازارات والمحلات السياحية بالغردقة، واجمعوا على أن عودة السياحة الروسية بمثابة عودة الحياة خاصة أن السياحة الروسية كانت تمثل أكثر من 60 % من السياحة الوافدة قبل توقفها. وأعلنت سلطة الطيران المصرية، مساء الخميس، موافقتها لشركة سياحة روسية، على القيام ب 4 رحلات أسبوعية، بداية من 28 مارس المقبل، بواقع رحلتين إلى الغردقة، ورحلتين إلى شرم الشيخ، بعد موافقة السلطات الروسية، على عودة السياحة إلى شرم الشيخوالغردقة. وصرح الدكتور أشرف نوير، رئيس سلطة الطيران المدنى المصرى، بأن الشركة الروسية تقدمت إلى السلطة، لتشغيل رحلاتها فى 28 مارس المقبل، مباشرة من المطارات الروسية إلى شرم الشيخوالغردقة، وسوف يتم زيادة الرحلات فور انتظام التشغيل. وتابع نوير أن المطارات المصرية، تضاهى المطارات العالمية، من حيث الأمن والسلامة الجوية، ووجود أحدث أجهزة التفتيش فى إنهاء إجراءات سفر ووصول الركاب. وأشار نوير إلى أن وفدًا روسيا مكونا من 17 فردًا من مفتشى الأمن بوزارة النقل الروسية، أجرى مؤخرًا جولة تفتيشية، استغرقت 7 أيام على مطارى شرم الشيخوالغردقة، وأشادوا بالإجراءات الأمنية المتبعة بالمطارين. عودة السياحة بعد توقف 5 سنوات مضت 5 سنوات على رحيل السائحين الروس من المنتجعات بمدينة الغردقة، وباقي مدن البحر الأحمر السياحية، عقب حادث سقوط الطائرة الروسية فى شرم الشيخ، ومنذ ذلك الوقت بدت المنتجعات السياحية بالبحر الأحمر، خاصة الغردقة، شبه خالية من السائحين، كون السياحة الروسية تمثل أكثر من 60% من السائحين يتوجهون للغردقة الساحلية، التى تعتبر المقصد السياحى الأول للسائحين الروس فى الشرق الأوسط. وكان مغادرة السائحين الروس بعد قرار الحكومة الروسية بحظر سفر سائحيها إلى مصر بمثابة ضربة قاضية للسياحة فى الغردقة، وتم إغلاق أكثر من 60 فندقًا سياحيًا وتسريح آلاف العاملين، بل امتدت الآثار السلبية إلى المحلات السياحية، والبازارات، ومراكز الغوص ورحلات السفارى والرحلات البحرية. الطفلة "يوروسلاف" وتجسد قصة الطفل "يوروسلاف" التي حدثت عام 2014 عندما كان يبلغ من العمر 14 عامًا فقط، قصة الحب الكبير للسائحين الروس وعشقهم لمدينة الغردقة، والذى جاء إلى الغردقة بصحبة والدته وشقيقه، للمرة الأولى وعند اقتراب نهاية رحلتهم، والعودة مرة أخرى، رفض (يوروسلاف) السفر وأجهش فى البكاء، ولم يجد وسيلة للبقاء بالغردقة سوى الهروب مع شقيقه (فيدسلاف) 10 سنوات، بعد مشادة مع والدتهما لرغبتهما فى عدم العودة إلى بلادهما. وتوجهت الأم إلى العميد هشام فهمى مفتش مباحث السياحة بالغردقة أنذاك، للإبلاغ عن هروب طفليها، وتحرير محضر 2 أحوال شرطة السياحة، وفور تلقي البلاغ، تم نشر صور الطفل بالملاهى الليلية والمنشآت السياحية، وشوارع الغردقة، وعقب تحرير السائحة الروسية للبلاغ، فوجئت بعودة ابنها الأصغر إلى مقر إقامتهم بأحد فنادق الغردقة، وأفاد بأن شقيقه تعرف على أحد أصحاب (الجمال) واتفق على العمل معه (جمال) مقابل 300 دولار شهرياً، وتمكن فريق البحث من العثور على الطفل بشارع الشيراتون السياحي، وتم تسليمه إلى والدته، التى تقدمت بالشكر لرجال الشرطة، وأكدت على عودتها مرة أخرى بصحبة طفليها إلى الغردقة. السياحة الروسية عصب الحياة وبذلت الحكومة المصرية واللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر الحالي، والمحافظ السابق اللواء أحمد عبد الله، مجهودات كبيرة للعمل على عودة الصديق الروسى مرة أخرى، ولم تكن الرئاسة بمنأى عن ذلك حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى بنظيره الروسى بوتين، واتفقا على اتخاذ خطوات للتمهيد لعودة السياحة مرة أخرى. كما طالبت الجالية الروسية بالغردقة، من حكومتها والرئيس بوتين بإعادة رحلات الطيران إلى مصر بصفة عامة والغردقة على وجه الخصوص، وأكدوا أنهم يعيشون فى الغردقة منذ سنوات ويشعرون بتوافر جميع وسائل الأمن. وقال عصام على، الخبير السياحي، إن السياحة الروسية تمثل عصب السياحة بالغردقة وبدون السائحين الروس لاتوجد سياحة بالمدينة السياحية، مشيرًا إلى أن الجالية الروسية بالغردقة تعتبر أكبر جالية لدولة أجنبية بالمدينة ويعيش آلاف الروس فى المدينة ورفضوا السفر عقب قرار الحكومة الروسية بتعليق الرحلات إلى مصر، وأضاف أن السياح الروس كانوا يفدون إلى الغردقة خلال الفترة الماضية عن طريق تركيا وأوكرانيا وبيلاروسيا. وأشار إلى أنه توقع عودة السياحة الروسية، بعد إعلان وثيقة اتفاقية الشراكة الشاملة بين مصر وروسيا التي أجريت في 10 يناير الماضي والتي تنص على مواصلة تعزيز التعاون في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية بين البلدين. وأوضح الخبير السياحي أنه على خلفية الاتفاقية، استقبلت مدينتي الغردقةوشرم الشيخ وفدا من خبراء الأمن الروس للتفتيش خلال الفترة من 27 يناير الماضي وحتى 3 فبراير الجاري، حيث اطلعوا على كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية والأمنية التي تتبعها مصر داخل مطاراتها. وأشار إلى أن مصر أنفقت 60 مليون دولار لتحديث وتطوير مطاراتها خلال الفترة من 2016 بعد سقوط الطائرة الروسية وحتى عام 2018 بهدف رفع كفاءة المطارات المصرية وتحديث أنظمة الأمن والأمان. وأشار إلي أن سوق السياحة الروسية هو أول سوق سياحية يتخطى عدد السائحين في مصر 2 مليون سائح عام 2009، واستمرت أعداد السياحة الروسية في التصاعد حتى تخطوا ال 3 ملايين سائح عام 2014 مقارنة بأعدادهم المتواضعة في الأسواق المنافسة لمصر في كل من تونس والمغرب والإمارات وتركيا وتايلاند . فيما أكد الخبير السياحي، أبو الحجاج العماري، أن قرار عودة السياحة الروسية، كان متوقعا بعد سنوات من التوقف، خاصة بعد التقارير الإيجابية التي أكدتها لجان فحص مطارات الغردقةوشرم الشيخ، خاصة بعد عودة الخطوط المنتظمة إلى مطار القاهرة من عدة مدن روسية، وذلك نتيجة الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية التي تضارع المعايير العالمية، واستمرار تدفق السياحة رغم جائحة كورونا من عدة دول أوروبية وذلك نتيجة الثقة في الإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة كورونا في المنتجعات والمطارات المصرية، مؤكدا أن عودة السياحة الروسية إلى البحر الأحمر عودة للحياة من جديد لآلاف العاملين بالسياحة. وأكد بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحين بالبحر الأحمر، أن الإعلان عن وصول أولى رحلات الطيران الروسية إلى الغردقةوشرم الشيخ، بمثابة انفراجة حقيقية منذ أزمة الطائرة الروسية قبل 5 سنوات، تمهيدا لعودة السياحة الروسية إلى معدلاتها الطبيعية، خاصة أن الغردقةوشرم الشيخ كانتا المقصد السياحي الأول للسائحين الروس، مشيرا إلى أن الروس لم ينقطعوا عن الغردقة طوال السنوات الماضية وكانوا يأتون إليها عن طريق تركيا وكازاخستان وأوكرانيا. وأشار نقيب المرشدين السياحين بالبحر الأحمر، إلى أنه رغم اقتراب نهاية الموسم السياحي الشتوي، إلا أن السائح الروسي يتميز عن غيره بالاستمرارية طوال العام. جهود رئاسية لعودة السياحة الروسية من جانبه، أكد اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى والحكومة، ووزارة السياحة بذلوا قصارى جهدهم لإقناع الحكومة الروسية بإلغاء قرار حظر السفر إلى مصر، مشيرًا إلى أنه التقى وعدد كبير من أصحاب شركات السياحة الروسية خلال الفترة الماضية، كما التقى وخبراء من هيئة تنشيط السياحة الروسية. وأضاف حنفي أن مطار الغردقة استقبل خلال الفترة الماضية عدة لجان من خبراء الأمن الروس الذين أبدوا رضاهم التام عن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة المصرية، مشيرًا إلى أن البحر الأحمر تستعد لاستقبال الصديق الروسى خلال الفترة القادمة.