«إيمان» وقعت ضحية «نصاب» أوهمها أن أميراً عربياً سيعالج طفليها المصابين بمرض مزمن

نشرت «إسكندرية اليوم» قصة «إيمان»، والدة محمد وعبدالرحمن سعيد، التوأمين المصابين بمرض «هيموفيليا A»، التى لجأت إلى وسائل الإعلام كى تناشد المسؤولين وأصحاب القلوب الرحيمة بالتدخل لمعالجة طفليها، خاصة أن سعر الحقنة الواحدة من دواء «فاكتور 8» التى يحتاجها الطفلان بشكل دورى تصل إلى 900 جنيه.
ويقول الأطباء إن «هيموفيليا» هو نزف الدم الوراثى، الذى يجعل الجسم غير قادر على السيطرة على عملية نزف الدم، سواء كان نزفاً خارجياً أو داخلياً، مما يعرض حياة الطفلين إلى خطر الموت فى أى لحظة، أو يسبب عجزاً مدى الحياة.
حاولت إيمان أن تنشر قصتها لعلها تجد يداً تمتد لمساعدتها، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل، على الرغم من أن عبدالرحمن يعانى من وجود تجمع دموى على المخ، منذ كان رضيعاً، ويحتاج إلى جراحة ولا يمكن إجراؤها إلا بجرعات كبيرة من العلاج غالى الثمن، فى الوقت الذى يعانى فيه شقيقه محمد من نزف فى ساعده الأيسر.
وتقول إيمان إنها استيقظت على صوت هاتفها يرن ذات ليلة، وعندما ردت كان هناك على الجانب الآخر رجل يدعى أنه مسؤول كبير من رئاسة مجلس الوزراء، وأخبرها بأن أميراً عربياً مهتماً بقصتها وبحالة ابنيها، وأنه سيشترى العلاج اللازم لهما، وأنه سيعاود الاتصال بها مرة أخرى لإعطائها رقم هاتف الأمير لتحادثه شخصياً لأنه مجرد وسيط.
ومرت أيام ثم اتصل الرجل وأعطاها رقم الأمير، الذى أكد لها بلهجته الخليجية أنه تعاطف معها ومع حالة طفليها، وأنه سيرسل لها صندوقاً مملوءاً بحقن «فاكتور 8».
واستمر الحال كذلك يماطل الرجل وتتمسك إيمان بأمل كانت تشعر بأنه وهمى، لكنها لم تستطع إلا أن تصدقه خوفاً على أولادها من الموت أو العجز، حتى طلب منها الأمير فى أحد الأيام أن تقوم بشحن الهاتف الجوال الخاص به بمبلغ 200 جنيه، لأنه فى الطريق إلى المطار ليحضر الحقن، ولا يوجد مكان يستطيع أن يبتاع منه أحد كروت الشحن، وبلهفة من يتعلق بقشة من الغرق لم تفكر إيمان، فيما قاله الرجل ونفذت ما طلبه بالحرف الواحد، ليغلق هاتف الرجل بعد ذلك، وتكتشف إيمان أنها وقعت ضحية «نصاب» مات ضميره، واستطاع أن يستغل ضعفها وتصديقها لأى شىء من الممكن أن ينقذ طفليها، لينفذ عليها تمثيلية تمنت لو كانت حقيقة.