وزير الأوقاف يفتتح مسجد الصحابة بالمنيا..ويلقي خطبة الجمعة حول «التنمية الشاملة»

افتتح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، يرافقه الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، واللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا، والدكتور خالد صديق ،المدير التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات، مسجد الصحابة، بمنطقة مدينة العمال، بحي جنوب مدينة المنيا، وأدى الحضور، شعائر صلاة الجمعة من المسجد، في إطار احتفالات محافظة المنيا بعيدها القومي.
وتناول وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بمسجد الصحابة التنمية الشاملة والتي تجرى على أرض مصر، وهي التي تشمل الإنسان من كل الجوانب وتشمل كذلك البنيان والعمران، فهذا المسجد كان زاوية صغيرة، فتحول لمسجد كبير وتحولت المنطقة كلها من عشوائية إلى روضة محفوظ وبجوارها مدينة العمال، في إطار خطة الدولة للتنمية الشاملة لتحويل المناطق العشوائية إلى مناطق آمنة وهذا جزء من التنمية الشاملة .
كما تطرق وزير الأوقاف إلى مبادرة تطوير الريف المصري والتي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى ،رئيس الجمهورية، ونحن هنا في المنيا تنطلق المبادرة في 5 مراكز وحوالي 192 قرية وهذا تأكيد على التنمية الشاملة .
ودعا وزير الاوقاف بضرورة العمل والسعي للحصول على الرزق وهي دعوة الله عز وجل لنا وعلينا اتقان العمل وصناعته، ووجه تحيته لكل عامل وصانع وزارع ،مؤكدا أن التنمية الشاملة لابد لها من قوة تحميها، فالاقتصاد لابد له من قوة تحميه والقوة تحتاج اقتصاد قوي يحميها والعلاقة بينهما طردية، مقدما التحية لجيشنا الوطني الذي يحمي ولا يبغي، وشرطتنا عيون مصر الساهرة ،داعيا المولي عز وجل بحفظ بلادنا من كل مكروه أو سوء .
وأكد وزير الأوقاف أن الدين الحقيقي هو فن صناعة الحياة، لا فن صناعة الموت كما تفعل الجماعات المتطرفة، وأن مهمتنا عمارة الدنيا بالدين لا تخريبها باسم الدين، ومن هنا كان مفهوم التنمية الشاملة، وهى التي تشمل الإنسان ثقافة ووعيًا وصحة وتعليمًا، ومواجهة الشائعات، وبناءً إيمانيًّا وأخلاقيًا وسلوكيًا وفكريًا صحيحًا، وتشمل البنيان والعمران، ومن التنمية الشاملة ما نحن فيه اليوم، فهذا المسجد الذي كان زاوية صغيرة تحول إلى مسجد كبير، وتحولت المنطقة كلها من منطقة عشوائية إلى منطقة حضارية، في إطار خطة الدولة المصرية للتنمية الشاملة بتحويل جميع العشوائيات إلى مناطق آمنة تليق بحياة إنسانية كريمة، وفي عمق التنمية الشاملة تلك المبادرة التي أطلقها سيادة الرئيس للتنمية الشاملة للريف المصري .
وفي ختام خطبته أكد وزير الأوقاف على أهمية العناية بالأيتام والضعفاء، مؤكدًا أن هذا من صميم التنمية الشاملة، فالتنمية الشاملة هي التي تُعنى بجميع أبناء الوطن وجميع طبقاته، كما تُعنى بالضعفاء قبل الأقوياء ومنها العناية باليتيم والمسكين، محذرًا معاليه كل من تسول له نفسه أن يعتدي على مال اليتيم مستشهدًا بقوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «ابغوني الضُّعفاءَ، فإنَّما تُرزقونَ وتُنصرونَ بضعفائِكُمْ»، ويقول أيضًا: «أَنَا وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ كَهَاتَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ- وَجَمَعَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى- امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا، حَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى أَيْتَامِهَا حَتَّى بَانُوا أَوْ مَاتُوا»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «أنا أول من يفتح له باب الجنة، إلا أن امرأة تبادرني فأقول لها: ما لك أو ما أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتامي»، وعن عائشةَ رضي اللَّهُ عنها قَالَتْ: جَاءَتني مِسْكِينَةٌ تَحْمِل ابْنَتَيْن لَهَا، فَأَطعمتُهَا ثَلاثَ تَمْرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلى فِيها تَمْرةً لتَأكُلهَا، فَاسْتَطعَمَتهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّت التَّمْرَةَ الَّتي كَانَتْ تُريدُ أَنْ تأْكُلهَا بيْنهُمَا، فأَعْجبني شَأْنها، فَذَكرْتُ الَّذي صنعَتْ لرسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ: «إنَّ اللَّه قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الجنَّةَ، أَو أَعْتقَها بِهَا من النَّارِ».
وعلى هامش زيارته للمحافظة، التقي وزير الأوقاف مع القيادات الدينية والأئمة والوعاظ بديوان عام المحافظة، حيث أكد الوزير خلال اللقاء على رسالة الإسلام بالحفاظ على الوطن ونشر المفاهيم السليمة وغير المغلوطة للدين، ووسطية الإسلام بين المواطنين بالمدن والقرى والنجوع، مؤكدا على الدور الجاد للائمة والوعاظ خلال شهر رمضان المبارك.
ويقع مسجد الصحابة وسط مشروعي تطوير روضة محفوظ، ومدينة العمال، بحي جنوب مدينة المنيا، والتي كانتا مدرجتين ضمن المناطق العشوائية غير الآمنة من الدرجة الثانية من حيث الخطورة، حيث تم التعاون بين محافظة المنيا، وصندوق تطوير المناطق العشوائية، ضمن خطة تطوير منطقة مدينة العمال غير الآمنة، والتي بلغت تكلفة تطويرها حوالي 77 مليون جنيه.
كما يعد مسجد الصحابة بالمنيا أحد إنجازات مشروع تطوير منطقة مدينة العمال حيث تم إدراج إعادة بناء مسجد الصحابة القديم، الواقع داخل منطقة التطوير وكانت مساحته لا تتجاوز 200م2، حيث تمت ازالته وإعادة انشاءه بتكلفة بلغت 5،4 مليون جنيهاً، على مساحة 400م2، ومكون من ثلاث طوابق، ويشمل «صحن المسجد، ودورات للمياه، وميضأة، وغرف إدارية وخدمات، وقاعة مناسبات، ومكتبة».