وقعت الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، أمس، على اتفاق مبادئ نص على عدد من البنود، من بينها فصل الدين عن الدولة وتكوين جيش واحد فى نهاية الفترة الانتقالية. وتم توقيع الوثيقة من قبل كل من رئيس مجلس السيادة السودانى عبدالفتاح البرهان ورئيس الحركة عبدالعزيز الحلو فى مدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان، وبوساطة رئيسه سلفا كير ميارديت. واتفق الطرفان، بحسب الوثيقة التى تمهد لاستئناف المفاوضات العالقة بينهما، على «العمل سويا لتحقيق سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه». وأكدت الحكومة والحركة أهمية «التوصل إلى اتفاقية سلام شامل عبر التفاوض لكى تضع نهاية منطقية للحرب فى السودان»، علما بأن «الحل العسكرى لا يقود إلى سلام واستقرار دائمين»، و«يجب أن يكون التوصل إلى حل سياسى وسلمى وعادل هدفا مشتركا لطرفى التفاوض». واتفق الطرفان أيضا على أن السودان بلد متعدد الأعراق والديانات والثقافات، لذلك يجب الاعتراف بهذا التنوع وإدارته ومعالجة مسألة الهوية الوطنية، وأن للسودانيين فى المناطق المختلفة حقا فى إدارة شؤونهم من خلال الحكم اللامركزى أو الفيدرالى. وأشار نص الاتفاق إلى «تأسيس دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية فى السودان تضمن حرية الدين والممارسات الدينية والعبادة لكل الشعب السودانى وذلك بفصل الهويات الثقافية والإثنية والدينية والجهوية عن الدولة وألا تفرض الدولة دينا على أى شخص ولا تتبنى دينا رسميا وتكون الدولة غير منحازة فيما يخص الشؤون الدينية وشؤون المعتقد والضمير، كما تكفل الدولة وتحمى حرية الدين والممارسات الدينية، على أن تضمن هذه المبادئ فى الدستور». ونص الاتفاق أيضا على وجوب أن يكون للسودان «جيش قومى مهنى واحد يعمل وفق عقيدة عسكرية موحدة جديدة يلتزم بحماية الأمن الوطنى وفقا للدستور»، وثبتت الوثيقة اتفاق الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان على وقف دائم لإطلاق النار عند التوقيع على الترتيبات الأمنية المتفق عليها كجزء من التسوية الشاملة للصراع فى السودان.
