كرة القدم تعالج الوجع الأمريكى

أكد جريج بيرهالتر أنه لم يكن يعرف ما سيقوله لاعبوه، ولم يسبق له أن تحدث معهم عما جرى فى واشنطن واقتحام مبنى الكونجرس.. وكان بيرهالتر كمدير فنى للمنتخب الأمريكى الأول لكرة القدم قد دعا لاعبى المنتخب لمعسكر مغلق فى أورلاندو منذ أيام استعدادًا لمباراة صربيا الودية آخر يناير الحالى.. وعقد لاعبو المنتخب مؤتمرًا صحفيًا قبل يومين وفوجئ الصحفيون الذين حضروا هذا المؤتمر باللاعبين يتحدثون عما جرى فى واشنطن واقتحام أنصار الرئيس ترامب مبنى الكونجرس فى مشهد كان حديث الولايات المتحدة والعالم كله..
ولم يكتفِ لاعبو المنتخب الأمريكى بالتعبير فقط عن استيائهم وحزنهم إنما أطالوا الحديث عن المنتخب الأمريكى لكرة القدم وكيف سيصبح التجسيد الحقيقى الآن لأمريكا واحدة غير منقسمة.. وقال النجم جوردان موريس إنه اتفق مع زملائه فى المنتخب على أنهم ليسوا مجرد لاعبين فى منتخب أمريكى لكنهم الآن أمريكيون قرروا مواجهة هذه الأزمة وتجاوز أى خلاف فى رأى أو لون أو اختيار من أجل سلامة ومستقبل وطن.. وفوجئ المدير الفنى بيرهالتر بما قاله لاعبوه تمامًا مثلما فوجئ الصحفيون لكنه كان سعيدًا ومقتنعًا بما قاله لاعبوه دون أى ترتيب أو تنسيق.. وتوقف الإعلام الرياضى الأمريكى كثيرًا والدولى أيضًا أمام ما جرى ليس من أجل أمريكا إنما من أجل كرة القدم.. فإذا كان هناك كثيرون توقعوا أن تلعب الرياضة الأمريكية دورًا مهمًا فى مواجهة الأزمة السياسية والاجتماعية التى يعيشها المجتمع الأمريكى حاليًا.. فإن أحدًا من هؤلاء الكثيرين لم يتوقع أن تقوم كرة القدم تحديدًا بذلك، وليس الألعاب الأكثر قوة وشعبية هناك مثل البيسبول وكرة السلة وكرة القدم الأمريكية..
وتحول هذا الموقف إلى انتصار جديد لكرة القدم وتأكيد لقوتها وسرها وسحرها حتى فى مجتمع ليس عاشقًا لكرة القدم مثل مجتمعات أخرى كثيرة فى العالم.. والجميل فى الأمر أن أحد اللاعبين من فرط حماسته وفرحته بما قاله زملاؤه أعلن أن هدية المنتخب لكل الأمريكيين ستكون الفوز ببطولة كأس العالم 2026، التى ستقام فى الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.. لكن المدير الفنى كان أكثر حكمة وواقعية فقال إنه يأمل فى التأهل لنهائيات كأس العالم العام المقبل التى ستقام تصفياتها فى سبتمبر المقبل، وقبلها دورى الكونكاكاف للأمم حيث ستواجه أمريكا هندوراس فى يونيو، وبعدها إما المكسيك أو كوستاريكا فى النهائى أو مباراة تحديد المركز الثالث.