الألمان وميونخ ومعجزة بيرن

تحب كرة القدم تذكيرنا بين الحين والآخر بأنها لم تصبح لعبة العالم الأولى بمحض الصدفة وإنما نتيجة أسباب كثيرة جدا.. وأحد هذه الأسباب هو رفض كرة القدم احترام أى منطق أو حساب أو تاريخ لتبقى كل النتائج والاحتمالات ممكنة.. وبعدما منحت كرة القدم نادى بايرن ميونخ الألمانى فى الموسم الماضى كل ما يسعى إليه أى ناد كروى فى العالم من بطولات وفرحة وانتصارات ومجد وكبرياء.. ثم عادت منذ أيام لتخرجه من دور ال32 من كأس ألمانيا أمام هولشتاين كيل أحد أندية الدرجة الثانية.. وكثر الكلام والنقاش والجدل حول هذه الخسارة المفاجئة لناد لا يزال كثيرون يعتبرونه النادى الأفضل فى العالم حاليا.. ومارست الصحافة الألمانية ما تمارسه أى صحافة كروية أخرى فى العالم بعد أى مفاجأة كروية.
وبدأ صحفيون ألمان يتساءلون هل هذه الهزيمة هى بداية أزمة سيعيشها بايرن ميونخ أم هى نتيجة منطقية لأزمة بدأت منذ بداية الموسم الحالى ولم ينتبه إليها مسؤولو بايرن ميونخ.. وأكد صحفيون آخرون أن هذه الهزيمة لم تكن مفاجأة لهم نتيجة أخطاء وقع فيها فليك كمدير فنى لبايرن ميونخ رغم أنهم لم يتوقعوا مطلقا قبل المباراة هزيمة بايرن أمام هولشتاين.. ولم يتوقف كثيرون أمام حقيقة كروية بالغة البساطة والوضوح هى أنها كرة القدم التى فيها ممكن أن يخسر فريق قوى أمام فريق ضعيف ومجهول.. أو يفوز فريق بنتيجة لم يتوقعها أى أحد وضد كل الحسابات.. الألمان أنفسهم سبق لهم الفوز بسبعة أهداف على البرازيل على أرضها وأمام جمهورها فى مونديال 2014.
وفى مونديال 2018 خرجت ألمانيا حاملة اللقب من الدور الأول.. والعام الماضى فاز بايرن ميونخ على برشلونة بثمانية أهداف كانت وقتها حديث الدنيا.. بل إن الأدب الكروى العالمى يتوقف دائما أمام معجزة بيرن.. ففى مونديال 1954 فى سويسرا.. شاركت ألمانيا الغربية كدولة حديثة ليست لها أى مطامع وطموحات كروية.. كانت فقط تريد التطبيع الكروى مع بقية بلدان أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.. ورغم ذلك تأهلت للنهائى أمام المجر التى بدأت تحتفل بالفوز بالكأس قبل اللعب.. ففى دور المجموعات فازت المجر على ألمانيا بسبعة أهداف.. وبالفعل تقدمت المجر بهدفين، إلا أن الألمان سجلوا ثلاثة أهداف ليفوزوا بالكأس ويؤكدوا سر كرة القدم ومتعتها.