واشنطن تُصعِّد ضغوطها على كوريا الشمالية .. وبيونج يانج: لا حوار

أعلنت كوريا الشمالية، الخميس، أنها ستتجاهل أي محاولة من الولايات المتحدة للاتصال بها أو الحوار معها، وفق ما نقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، وذلك بالتزامن مع إجراء وزيرى الخارجية والدفاع الأمريكيين مباحثات في العاصمة الكورية الجنوبية، سول، ضمن جولتهما الآسيوية لاحتواء خطر الصين وكوريا الشمالية، في حين أكد وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، أن واشنطن تسعى إلى تكثيف الضغوط على بيونج يانج بشأن برنامجها النووى والصاروخى الباليستى.
ونقلت وكالة «يونهاب» عن تشو سون- هي، النائبة الأولى لوزير الخارجية الكورى الشمالى، قولها إنه: «لا اتصال أو حوار بين جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والولايات المتحدة حتى تسحب الولايات المتحدة سياساتها العدائية» تجاه كوريا الشمالية.
وأضافت: «سنواصل تجاهل مثل هذه المحاولات من قبل الولايات المتحدة في المستقبل»، وأكدت أن كل الاتصالات مع الولايات المتحدة مقطوعة تماما حتى تغير واشنطن سياستها العدائية تجاه بيونج يانج.
وتأتى تصريحات المسؤولة الكورية الشمالية مع وصول وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، ووزير الدفاع الأمريكى، لويد أوستن، إلى سول في محطتهما الثانية من جولة آسيوية لتعزيز جبهة موحدة ضد كوريا الشمالية والصين. وبدأت الولايات المتحدة مع حليفتها كوريا الجنوبية مناورات عسكرية، الأسبوع الماضى، وردت كيم يو جونج، شقيقة الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج- أون، التي تتمتع بنفوذ كبير، بتحذير واشنطن من «نشر رائحة البارود» والقيام بأعمال «تحرمها النوم في السنوات الأربع المقبلة». ويعد هذا التصريح أول إشارة صريحة من قبل نظام كوريا الشمالية إلى الإدارة الأمريكية الجديدة. ويعد هذا التصريح أول إشارة صريحة من قبل نظام كوريا الشمالية إلى الإدارة الأمريكية الجديدة.
والتقى الوزيران الأمريكيان رئيس كوريا الجنوبية، مون جاى- إن، الذي لعب دورا أساسيا في الانفراج الذي شهدته شبه الجزيرة في 2018، وتمثل في عقد 3 قمم بين الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، ونظيره الكورى الشمالى، كيم جونج أون، وكانت سياسة ترامب غير التقليدية جعلته يتبادل الإهانات والتهديدات بشن حرب مع كيم جونج أون في بداية عهده، قبل أن ينقلب ويتحول إلى نسج علاقة دبلوماسية وشخصية ودودة وغير عادية مع كيم، ولكن في النهاية لم تؤد هذه العلاقة إلى إحراز أي تقدم في قضية نزع السلاح النووى لكوريا الشمالية، التي ترزح تحت عقوبات دولية متعددة بسبب برامج تسلحها النووية والصاروخية.
وفى مقابل موقف بيونج يانج، اتهم بلينكن كوريا الشمالية بارتكاب «انتهاكات ممنهجة وواسعة الانتشار» ضد شعبها، وكشف أن الضغوط والخيارات الدبلوماسية مطروحة على الطاولة عند التعامل مع كوريا الشمالية، بعد ساعات من رفض دبلوماسى كورى شمالى كبير أي محادثات قبل أن تغير واشنطن سياساتها، وقال بلينكن لنظيره الكورى الجنوبى تشونج يوى- يونج: «يتعين أن نساند الشعب الذي يطالب بحقوقه الأساسية وحريته ممن يقمعونه». وتكشف تصريحات بلينكن ملامح نهج الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تجاه الصين وكوريا الشمالية، وتضمنت دعوة صريحة لسول للتعاون من أجل احتواء بكين والتعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.
وتواجه كوريا الجنوبية انتقادات واسعة بعدما أيدت قانونا جديدا يحظر إطلاق منشورات مناهضة لزعيم كوريا الشمالية نحو جارتها الشمالية، وهو ما أدى إلى إلغاء تراخيص بعض الجماعات المنشقة عن نظام بيونج يانج، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن ونظيره الكورى الجنوبى اتفقا على التعاون لحل القضايا المتعلقة بالبرنامجين النووى والصاروخى لكوريا الشمالية كأولوية، في حين أكدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن وزير الدفاع الأمريكى أجرى محادثات منفصلة مع وزير الدفاع الكورى الجنوبى سوه ووك، وتعهد بمواصلة توفير الردع واسع النطاق بما في ذلك المظلة النووية الأمريكية، وذكرت الوزارة أن الجانبين أكدا على هدفهما المشترك وهو تحقيق السلام الدائم ونزع السلاح النووى من شبه الجزيرة الكورية.
وحول الصين، قال بلينكن إنها تلجأ إلى «الترهيب والعدوان على نحو ممنهج لتقويض الحكم الذاتى في هونج كونج، وتقويض الديمقراطية في تايوان، وانتهاك حقوق الإنسان في إقليم التبت، والتأكيد على مطالبها البحرية في بحر الصين الجنوبى التي تنتهك القانون الدولى»، واحتجت وزارة الخارجية الصينية على تصريحات الوزير الأمريكى ووصفتها بأنها «هجوم خبيث» و«تدخل سافر في الشؤون الداخلية للصين».