مأساة سكان «عقار فيصل».. «مها» شقتها احترقت وتنام على البلاط بشقة إيجار.. و«محمد» يندد ب«المصير الغامض»

منذ أكثر من 40 يومًا بعد احتراق «عقار فيصل»، وتنام مها جمعة، السيدة الأربعينية، وأولادها ال3 وزوجها في الشارع أو لدى الجيران، آملين العودة إلى العقار إلا أن أحلامها تبددت أمس الجمعة عقب إزالة العقار بتفجيره ب«الديناميت».
«جمعة» تقول بحزنٍ بالغ، من أمام مسجد الرحمة، حيث ذهبت للاجتماع مع بقية سكان العقار المتضررين استعدادًا لتحرير محاضر ضد مالك العقار المحبوس احتياطيًا على ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة العامة: «عندي 3 أطفال كنا بنام في الشارع بعد حريق البرج السكني، وآخر ما تعبنا من البرد في عز الشتاء، استأجرنا شقة على البلاط وشحتنا سجاد من معارفنا، حتى نستطيع النوم على الأرض».
تضيف بنبرةٍ مليئة بالألم: «شقتى كانت بالطابق ال6 احترقت عن آخرها بعد امتداد النيران من مخزن الأحذية الرياضية بالطابق الأرضي، المملوك لمالك البرج حتى شقتي»، مرددةً :«مش أخذنا ولا شقة».
تبكي وهي تطالب ب«معاقبة صاحب البرج»: «لازم يتحاسب على اللي عمله فينا، إحنا بقينا في الشارع»، تٌذكر السيدة الأربعينية، يوم الحريق: «نزلنا من البيت بملابس النوم، لم أخذ لبس لعيل من عيالي»، مستنكرةً استمرار الحريق طيلة 5 أيام «المطافئ كانت بترش مياهًا في الشارع!».. تحتضن ابنتها، ثم تصف حالة «الأخيرة»: «من ساعة ما سمعت صوت التفجير لإزالة العقار، وهي منهارة وتبكي وترتعش».
«مصيرنا غامض».. قالها المهندس حسن محمد، أحد سكان العقار الذي تقطنه 21 أسرة، قبل أن يضيف: «كنت ساكن في برج يسمى ب»برج الأحلام«، أي حد بالمنطقة كان يتنمى يسكن به، وهُدم بعد احتراقه من 40 يومًا، ولا أحد عوضنا، والحكومة تقول إن صاحب العقار المسؤول والأخير يقول إنه لم يدفع مليمًا».
يؤكد «محمد»، أن تقارير اللجة الهندسية بجامعة القاهرة بعد احتراق العقار، أشارت إلى إمكانية ترميم البرج، لكن فجأة صدر قرارًا ب«الإزالة».
محمد مصطفى الرفاعي، أحد السكان، ومحامى المتضريين، يؤكد أنهم بصدد تحرير محاضر جماعية ضد مالك العقار بعدما فشلت كل المساعي الودية طيلة الفترة الماضية.
وتستغيث سماح محمد، متضررة أخرى، برئيس الجمهورية «ياريّس صاحب البرج ضحك علينا».