تعمد الرسوب بالكلية الحربية من أجل الفن.. معلومات عن نشأة الفنان يوسف شعبان

رحل الفنان الكبير يوسف شعبان عن عمر ناهز ال 90 عامًا، الأحد، بعد إصابته متأثرًا بفيروس كورونا الأيام الماضية، وجرى نقله على إثرها إلى عزل مستشفى العجوزة، حيث تدهورت حالته الصحية، ويشيع جثمان الراحل غدًا من مستشفى العجوزة إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة في مدينة السادس من أكتوبر.
مشوار طويل مع النجومية بدأه الفنان الكبير يوسف شعبان المولود في 16 يوليو 1931، حيث تفوق في الرسم وعشق التمثيل وتعمد الرسوب في الكلية الحربية، هكذا سارت حياة الفنان الكبير يوسف شعبان ابن حي شبرا ونجل أشهر مصممي الإعلانات، حيث درس بمدرسة التوفيقية الثانوية والتي شهدت له بتفوقه في مادة الرسم ليقرر الانتساب إلى كلية الفنون الجميلة، ولكن رفضت أسرته ذلك الاتجاه وأجبرته على ثلاث خيارات إما كلية البوليس مثل أبناء أخواله، أو الكلية الحربية مثل أبناء عمومته، أو كلية الحقوق.
ونتيجة للضغط عليه من العائلة قرر الالتحاق بالكلية الحربية والتي فاجأ الجميع بأنه تعمد الرسوب واسقاط نفسه ليرفضوا انضمامه وعلمت عائلته بما فعله فأجبرته على الالتحاق بكلية الحقوق بجامعة عين شمس.
في جامعة عين شمس، تعرف يوسف شعبان على أصدقائه الفنانين كرم مطاوع، وسعيد عبدالغني، وكذلك الكاتب الصحفي إبراهيم نافع، والذي أقنعه كرم مطاوع بأن يلتحق بفريق التمثيل بالكلية، ليليها خطوة تقديمه في المعهد العالي للفنون المسرحية ليقرر آنذاك سحب اوراقه من كلية الحقوق بعدما وصل للسنة الثالثة الدراسية في الكلية واستكمل حياته في المعهد العالي للفنون المسرحية حتى تخرج في أوائل الستينيات. وبدأت مسيرة «يوسف» السينمائية بأول أعماله عام 1961 من خلال فيلم «في بيتنا رجل» مع عمر الشريف، وتليها سلسلة من الأعمال والمحطات الفنية له.
تحمست له الفنانة الكبيرة شادية، والتي اشترطت وجوده في «معبودة الجماهير» رغم تحفظ عبدالحليم حافظ، بسبب اختياره لشخص أخر يجسد الدور ولكن أمام اصرار شادية على يوسف شعبان، تراجع «حليم»، ولم يكن ذلك الفيلم هو الوحيد الذي شاركه مع شادية، ولكن هناك سلسلة من الأعمال التي تقابلا من خلالها سينمائيا مثل «ميرامار»، «مراتي مديرعام» والكثير. بدايات يوسف شعبان في الستينيات كانت الأكثر صعوبة كونه تواجد في عصر النجوم فكانت المنافسات كبيرة حيث تواجد مع فنانين رشدي أباظة، صلاح ذو الفقار، كمال الشناوي، حسن يوسف، شكري سرحان، والكثير من العمالقة.
وتبدأ مرحلة جديدة في حياة الفنان الكبير يوسف شعبان الذي قرر أن يتفرغ في مهمته الجديدة كنقيب للممثلين في 1995 حيث قرر قبول عمل أو عملين على الأكثر للتفرغ بدوره النقابي، والذي استطاع خلال فترتين تسديد جميع الديون المتراكمة على النقابة، وقام بإنشاء ناد كبير في القاهرة واستمر لدورتين حتى خسر في انتخابات 2003 أمام الفنان اشرف زكي. رصيد كبير من الأعمال قدمها الفنان الكبير يوسف شعبان سواء في السينما أو الدراما، منها في الدراما «العائلة والناس، الشهد والدموع، الوتد، عيلة الدوغري، رأفت الهجان، المال والبنون، الضوء الشارد، امرأة من زمن الحب، الحقيقة والسراب» وباقة كبيرة من الأعمال التليفزيونية. وتضمنت مسيرته المسرحية «الطريق المسدود، شيء في صدري، أرض النفاق، مطار الحب».