رعب في نيويورك بعد انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا

قال فريقان منفصلان من الباحثين إنهما وجدا نوعًا جديدًا مثيرًا للقلق من فيروس «كورونا» في مدينة نيويورك يحمل طفرات تساعده في التهرب من الاستجابة المناعية الطبيعية للجسم، بالإضافة إلى أنه يتهرب من الكثير من اللقاحات.
ويأتي هذا النوع في الوقت الذي كشف فيه المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوج، عن موعد انتهاء جائحة فيروس كورونا، مرجحاً أن يكون انتهاء الجائحة في بداية العام المقبل.
واحدة من الطفرات الخاصة بالنوع الجديد من الفيروس، تتعلق بالتغيير الذي شُوهد في السلالة التي اُكتشفت للمرة الأولى في جنوب إفريقيا، والمعروفة باسم B.1.351، ويبدو أنها تتهرب بعض الشىء من استجابة الجسم للقاحات، وأصبحت أكثر شيوعًا.
ووفقا لشبكة «سى.إن.إن» كتب فريق بالمركز الطبى بجامعة كولومبيا في تقرير لم يتم نشره بعد: «لقد لاحظنا زيادة مطردة في معدل الاكتشاف من أواخر ديسمبر إلى منتصف فبراير، مع ارتفاع مثير للقلق وصل 12.7٪ في الأسبوعين الماضيين».
وأطلق الباحثون على المتغير الأكثر شيوعًا «B.1.526»، وقالوا إنه ظهر لدى الأشخاص المتضررين في أحياء متنوعة من مدينة نيويورك، وهو «منتشر في الشمال الشرقى».
وتسمى الطفرة من هذه السلالة، التي تثير قلق الباحثين كثيرًا، باسم E484K وهى تمنح الفيروس القدرة على تجاوز بعض الاستجابة المناعية للجسم، بالإضافة إلى اللقاحات، وتظهر هذه الطفرة بشكل مستقل في العديد من الحالات المختلفة، ولكنها تظهر في متغير معين أيضًا وهو النوع الذي يسمى B.1.526.
في المقابل، كشف المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوج، عن موعد انتهاء جائحة فيروس كورونا، مرجحاً أن ذلك سيتم في بداية العام المقبل 2022. وقال: «تجاوزنا السيناريو الأسوأ للوباء، وبتنا اليوم نعرف معلومات أكثر عن الفيروس مقارنة بما كنا نعرفه مع بدء تفشيه في 2019». وأوضح أن الفيروس لن يختفى نهائيا، ولكن بحلول العام المقبل لن تكون هناك حاجة إلى قيود كالتى فرضت في الفترة الماضية.
وفيما يتعلق بالطفرات الجديدة الخاصة بالفيروس، أوضح كلوج أن «الفيروس يحاول تكييف نفسه مع الإنسان وهو أمر طبيعى»، مضيفا «إذا اقتضت الحاجة سيتم تعديل اللقاحات لمواجهة السلالات الجديدة، ولن يكون هناك تطوير لها من نقطة الصفر».
وأكد أن «كوفيد طويل الأمد» ويؤثر بشكل غامض على عدد كبير من المرضى، ويجب أن يمنح «أهمية قصوى» من جميع السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم.
في غضون ذلك، تظهر أول دراسة كبيرة في عالم الواقع للقاح شركة فايزر/ بايونتيك، أن اللقاح فعال بدرجة كبيرة في منع الإصابة بمرض كوفيد-19، في لحظة يمكن أن تكون فارقة بالنسبة لبلدان تتوق لإنهاء إجراءات العزل والإغلاق وإعادة فتح الاقتصاد.
وجاءت معظم البيانات عن فاعلية كوفيد-19 حتى الآن من تجارب سريرية أجريت في ظروف محكومة، مما يبقى على قدر من عدم اليقين فيما يتعلق بكيفية ترجمة نتائج هذه التجارب على أرض الواقع. وأظهر البحث الذي أجرى في إسرائيل أن التطعيم بجرعتين من لقاح فايزر قلل الحالات التي تظهر عليها أعراض كوفيد-19 وذلك بنسبة 94% في جميع الفئات العمرية، كما قلل حالات الإصابة الشديدة بنفس النسبة تقريبا.
فيما خلصت مراجعة أجرتها السلطات الرقابية في الولايات المتحدة، إلى أن اللقاح الذي تنتجه شركة جونسون أند جونسون، ويُمنح في جرعة واحدة، آمن وفعال.
ويمهد هذا السبيل أمام اللقاح ليصبح الثالث الذي تقر السلطات الأمريكية استخدامه في مواجهة كوفيد-19، وهو ما قد يحدث في غضون أيام.
وسيكون اللقاح بديلا فعالا من حيث التكلفة للقاحى فايزر وموديرنا، ويمكن تخزينه في الثلاجة العادية بدلا من المجمد.
وأعلنت شركة جونسون أند جونسون عن نتائج التجارب على لقاحها الجديد الشهر الماضى.
من ناحية أخرى، أصيب بعدوى كورونا 14 شخصا من قاطنى دار رعاية للمسنين في ليتوانيا، كانوا قد تلقوا دورة كاملة من التطعيمات.
ويشعر المتخصصون بالقلق من أن المناعة فقدت على الفور في أجسام مثل هذا العدد من الأشخاص الذين تم تطعيمهم، على الرغم من كبر أعمارهم، ولم يتم التصريح عن نوع اللقاح الذي استخدم.
وتشترى ليتوانيا الآن أدوية «موديرنا» و«بيونتيك» و«فايزر» وحتى لقاح «فالنيفا» الفرنسى، الذي لم تتم الموافقة عليه بعد من قبل وكالة الأدوية الأوروبية. وأظهرت الإحصاءات الأخيرة لإصابات كورونا عالميا، أن ما يزيد على 112.61 مليون شخص أُصيبوا بفيروس كورونا على مستوى العالم، في حين وصل إجمالى عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليونين و602241.
وسجلت السلطات الصحية الروسية لليوم الثالث على التوالى أقل من 12 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا، ما يمثل أدنى حصيلة منذ أوائل أكتوبر العام الماضى.