البراءة تعزز فرص الرئيس السابق فى خوض سباق 2024

بينما تمثل تبرئة الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، نصرا سياسيا كبيرا له، إذ أصبح بإمكانه خوض انتخابات الرئاسة عام 2024، لكن مستقبله السياسى لم يخرج من هذه المعركة الثانية في مجلس الشيوخ سالمًا تماما، فصور مؤيديه، وعلى رؤوسهم قبعات تحمل شعار حملته الانتخابية، وبأيديهم رايات تحمل صورة من اقتحموا مقر الكابيتول ستظل لاصقة به.
وذكرت شبكة (سى إن إن) الإخبارية الأمريكية أن البعض يُرجع دعم النواب الجمهوريين للرئيس السابق خلال محاكمته، إلى خوفهم منه، وأوضحت الشبكة أن هناك سببا وجيها يدعو للقلق من مواجهة ترامب أو معارضته، نظرًا لشعبيته بين قاعدة جماهيرية واسعة، ولكن على ما يبدو أن هناك أسبابا أخرى تفسر مساندة الجمهوريين للرئيس السابق خلال محاكمته التاريخية الثانية في مجلس الشيوخ، التي انتهت بتبرئته من الاتهام بالتحريض على العنف.
وبينما صوّت 7 أعضاء جمهوريين من بينهم السيناتور البارز ميت رومنى، وسوزان كولينز، وبِن ساس، وبيل كاسيدى، لصالح إدانة ترامب فإن 3 منهم أعيد انتخابهم في مجلس الشيوخ، ومن ثم لن يضطروا إلى مواجهة الناخبين قبل 6 سنوات، ويسلط هذا المشهد الضوء على تحدّ يواجهه عدد من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، فالتصويت بإدانة ترامب كفيل بإضاعة أصوات كثيرة من ناخبى الحزب، ممن سيرون في ذلك خيانة لحزبهم، وفى الولايات الجمهورية الراسخة، يخشى الجمهوريون من مواجهة مرشحين جمهوريين محافظين بدرجة أكبر من خشيتهم من مواجهة مرشحين ديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفى المقبلة، أما في الولايات المتأرجحة أمثال فلوريدا، وويسكونسن، وأيوا، فيخشى الأعضاء الجمهوريون من أثر تصويتهم ببراءة ترامب على سير الانتخابات، التي قد يستخدم فيها خصومهم الديمقراطيون مقاطع فيديو تصوّر أحداث العنف التي شهدها اقتحام الكابيتول.
وسيتوقف الكثير من الأمور على ما سيفعل ترامب مستقبلا، وما إذا كان سيعاود الظهور مجددا على الساحة السياسية الأمريكية، مذكّرا أنصاره وخصومه على السواء بتلك المعارك السياسية مع اقتراب الانتخابات المقبلة، أم أنه سيختار الاعتزال في النوادى الخاصة وملاعب الجولف التي يمتلكها؟. ورجحت (سى إن إن) أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين مثل ناخبيهم يحبون ترامب وتعجبهم سياساته، أو يعتقدون أنه لم يرتكب جريمة تستوجب عزله
ومن خلال التصويت رفضا لإدانته، يضمن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون أن ترامب سيبقى إلى جانب الحزب في المستقبل لأنهم يدركون أن ترامب لايزال قوة قوية داخل الحزب الجمهورى، ويعتبر ترامب المرشح الأوفر حظًا للترشيح الرئاسى لعام 2024، فحتى الآن يتصدر استطلاعات الرأى الأولية، علاوة على ذلك فهو يتطلع إلى الحصول على دعم حزبه من أجل إعادة الترشح.
وأضافت «سى. إن. إن» أن ترامب تيقن من أنه يسيطر على الحزب الجمهورى، وأن الجمهوريين ضيعوا أفضل فرصة للتخلص منه. وأظهر استطلاع للرأى أن 71% من البالغين الأمريكيين، منهم نحو نصف الجمهوريين، يرون أن ترامب كان مسؤولا بشكل جزئى عن إطلاق الهجوم على مبنى الكابيتول، لكن نصف الأمريكيين تقريبا يعتقدون بضرورة إدانة ترامب بالتحريض على التمرد، كما أظهر استطلاع جديد أن غالبية البالغين في الولايات المتحدة يعتقدون أنه يجب منع ترامب من الترشح للمناصب العامة مرة أخرى.
وقال 53% من البالغين الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع إنه لا ينبغى السماح لترامب بالترشح للمناصب العامة مرة أخرى، في حين قال 50% إنهم كانوا سيصوتون لإدانة ترامب في محاكمة عزل مجلس الشيوخ إذا كان لهم الحق في التصويت، وأظهر استطلاع للرأى أجرته شركة «يوجوف» للأبحاث ومجلة «ذا إيكونوميست» البريطانية أن 53% من المشاركين يعتقدون أنه لا ينبغى السماح لترامب بالترشح لمنصب الرئاسة مرة أخرى.