لماذا لا يزال الجمهوريون يساندون ترامب؟

يرغب الكثير من مُنتقدي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن يُظهر أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بعض الشجاعة. قالت شبكة (سي إن إن) الإخبارية إن البعض يُرجع دعم النواب الجمهوريين للرئيس السابق خلال محاكمته في الكونجرس إلى خوفهم منه.
لم يتمكن مجلس الشيوخ الأمريكي من تأمين عدد الأصوات لإدانة الرئيس السابق بتهمة التحريض على العصيان، عقب أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير الماضي عقب خطاب لترامب ندد فيه بالانتخابات الرئاسية التي خسرها أمام منافسه الديمقراطي وقتذاك جو بايدن في نوفمبر الماضي.
صوّت 57 عضوًا من أصل مئة ضد ترامب، وبالتالي جرت تبرئته لأن الإدانة تتطلب تصويت 67 عضوًا على القرار الذي كان من شأنه حرمانه من الترشح للانتخابات الرئاسية مرة أخرى، وربما حرمانه من بعض الامتيازات التي يتمتع بها أسلافه كما الحصول على معاش وحماية.
فيما صوّت 7 أعضاء جمهوريين من بينهم السيناتور البارز ميت رومني وسوزان كولينز، وبِن ساس، وبيل كاسيدي.
أوضحت الشبكة الإخبارية أن هناك سبب وجيه يدعو للقلق من مواجهة ترامب أو معارضته، نظرًا إلى شعبيته بين قاعدة جماهيرية واسعة، ولكن على ما يبدو أن هناك أسباب أخرى تفسر مساندة الجمهوريين للرئيس السابق خلال محاكمته التاريخية الثانية في مجلس الشيوخ، التي انتهت أمس السبت بتبرئته من الاتهام بالتحريض على العنف.
ترجح (سي إن إن) أن يكون الكثير من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين مثل ناخبيهم يحبون ترامب حقًا وتعجبهم سياساته، أو يعتقدون أنه لم يرتكب جريمة تستوجب عزله.
وربما يصعب على الكثير من منتقدي ترامب ومعارضيه هضم هذا التفسير، ولكنه – حسب سي إن إن- معقولاً ومنطقيًا.
لا تزال مُعدلات الموافقة على ترامب في الثمانينيات بين الجمهوريين، ومن المُحتمل أن هذه الأرقام قد أثرت على المشرعين الجمهوريين ما أثر بدوره على قراراتهم بتبرئته في المحاكمة.
ومن خلال التصويت ضد إدانته، سيضمن أعضاء مجلس الشيوخ أن ترامب سيبقى إلى جانب الحزب الجمهوري في المستقبل.
في كل الأحوال، قالت (سي إن إن) إن أعضاء مجلس الشيوخ يدركون أن ترامب لا يزال قوة قوية داخل الحزب الجمهوري.
يعتبر ترامب المرشح الأوفر حظًا للترشيح الرئاسي لعام 2024، فحتى الآن يتصدر استطلاعات الرأي الأولية، علاوة على ذلك فهو يتطلع إلى الحصول على دعم حزبه من أجل إعادة الترشح للرئاسة.
وتجد (سي إن إن) أن الأمر الوحيد الذي تعلمه ترامب من المساءلة هو تيقنه من أنه يسيطر على الحزب الجمهوري، وأن الجمهوريين ضيعوا أفضل فرصة للتخلص منه.