روبرت فيسك: الانتخابات لمحة من الديمقراطية الحقيقية.. والبلطجية اختفوا

اهتم الكاتب الصحفي روبرت فيسك، في مقاله الثلاثاء بصحيفة «إندبندنت» البريطانية بالانتخابات المصرية، واعتبرها تمثل «لمحة من الديمقراطية الحقيقية» خاصة أن طوابير الناخبين امتدت بشكل كبير رغم البرد والأمطار، في وجود الجيش والشرطة للتأمين وليس للاعتداء كما كان الوضع سابقًا.
وأضاف أن طوابير الناخبين الذين اتسموا بالصبر والحماس «تجعل أي أمة أوروبية تشعر بالخجل»، لافتًا إلى أنه أثناء سيره ورؤيته للطوابير الطويلة الممتدة لنصف ميل أحيانًا لم ير العلامات المشينة للتزوير والعنف اللذين كانا يمثلان السمات المميزة للانتخابات في عهد مبارك.
وأشار إلى أن الوضع في ميدان التحرير مختلف، حيث «تحولت الثورة المصرية إلى العنف، وأصبحت الانتقادات والشك فيها كثيرة، بينما تقرب الإخوان المسلمين إلى المجلس العسكري الذي لايزال يعتقد- بشكل غير مصدق- أنه يستطيع إدارة البلاد وكأنه يدير إقطاعية».
كما أشار إلى أنه رغم المشاركة الواسعة للمصريين في الانتخابات التي مازالت في مرحلتها الأولى، إلا أن هذا البرلمان المنتخب لن يستطيع أن يشكل حكومة أو يختار الوزراء، متسائلا عما إذا كان هذا يعتبر انتقالًا للسلطة.
وأوضح أنه من الممكن أن تسيطر جماعة الإخوان المسلمين على البرلمان، لكنهم سيحتاجون لآخرين لتشكيل ائتلاف، حتى لو كان المجلس العسكري هو الحاكم الحقيقي، مستبعدًا أن يمثل التيار العلماني قوة بعد أن عانى من الانحدار التدريجي منذ تنحي مبارك، على الرغم من استمرار الثورة في ميدان التحرير.
واختتم قائلًا إن ميدان التحرير هادئ والأعداد فيه قلت كثيرًا عما كانت عليه، وتشتت فيه أصوات مقاطعة الانتخابات، ومازال الجدار الذي بنته القوات المسلحة لحماية وزارة الداخلية قائمًا، إلا أن البلطجية الذين تستخدمهم الداخلية للاعتداء على المحتجين اختفوا فجأة، وكأنهم لا يظهرون إلا في وجود قوات الأمن، ولا يختفون إلا بأوامر منها.