تحت قيود ثقيلة، احتفلت دول العالم، الخميس، بنهاية عام 2020، الذى شهد ظهورًا وانتشارًا كبيرًا لفيروس «كورونا»، الذى أصاب 83 مليونًا و183 ألفًا، وأدى إلى وفاة مليون و815 ألف شخص. وأثبت التحليل الأولى لتجارب المرحلة الثالثة أن «لقاح مودرنا» فعال بنسبة 94.1% ضد فيروس كورونا الجديد، وأثبت اللقاح فعاليته بنسبة 94.1% فى الوقاية من الالتهابات العرضية والأمراض الشديدة. ووجدت الدراسة- التى نُشرت فى مجلة «نيو إنجلاند» الطبية، أنه من بين أكثر من 30 ألف مشارك تم اختيارهم عشوائيًا لتلقى اللقاح أو دواء وهمى، طور 11 فى مجموعة اللقاح أعراض فيروس كورونا، مقارنة ب185 مشاركًا تلقوا العلاج الوهمى، وقال الباحثون إن هذا يوضح فعالية اللقاح فى مقاومة نشاط الفيروس بنسبة 94.1% ومنع أعراض الإصابة به، وأوضحوا كذلك أن حالات المرض الحاد حدثت فقط لدى المشاركين الذين تلقوا العلاج الوهمى. فيما قالت شركة فايزر إن متلقى لقاح كورونا لن يكون محميًا بشكل كبير من الإصابة بالعدوى حتى يحصل على جرعته الثانية، حيث يتطلب نظام التطعيم المقدم من قِبَل الشركة إعطاء جرعتين من اللقاح، بفاصل 21 يومًا، ردًا على إصابة مسعف أمريكى بالفيروس، بعد تلقيه اللقاح ب8 أيام، كما أشارت إلى أن المسعف الأمريكى «ماثيو»، من سان دييجو بكاليفورنيا، والذى يعمل فى مستشفيين، كان من الممكن أن يكون قد أُصيب بالفيروس بالفعل عندما تم تلقيحه. وكانت عدة تقارير قد كشفت إصابة مسعف أمريكى بكورونا، بعد تلقيه الجرعة الأولى من «لقاح فايزر» المعتمد للطوارئ فى الولاياتالمتحدة، ب8 أيام. وفى تمنياتها بمناسبة العام الجديد، نبهت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، المواطنين إلى أن أزمة كورونا «التاريخية» يمكن أن تستمر فى 2021، حتى مع الأمل الذى تحمله اللقاحات. وقالت وزيرة الصحة الزامبية، شيتالو شيلوفيا، إن زامبيا سجلت سلالة جديدة من فيروس كورونا تنتشر بشكل أسرع وتسبب المزيد من الإصابات، وأكدت أن الفيروس مشابه لما تم الإبلاغ عنه فى جنوب إفريقيا وأجزاء من أوروبا. وكشفت أيضًا أن زامبيا تشهد موجة ثانية من كورونا، وقد بدأت تحصد العديد من الضحايا، وفق وكالة «بانا برس»، وأضافت: «نشهد عددًا متزايدًا من الحالات وخطورة مقلقة للمرض ولمتوسط عدد الوفيات يوميًا خلال الأسبوعين الماضيين، ما يدل على بداية الموجة الثانية. واليوم، نعلن أن الموجة الثانية موجودة بقوة». وتابعت «شيتالو» أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحجز الطبى والعلاج بالأكسجين قد ارتفع، حيث تتراوح الفئة العمرية الأشد تضررًا بين 17 و82 سنة، وغالبيتهم بين 25 و45 سنة. إلى ذلك، وقّعت الحكومة الجزائرية اتفاقًا للحصول على اللقاح الروسى المضاد لفيروس كورونا المستجد «سبوتنيك- فى» من أجل الشروع فى حملة تلقيح خلال شهر يناير الجارى، حسبما أعلن المتحدث باسم الحكومة، عمار بلحيمر. فيما أعلنت الحكومة الباكستانية أنها ستشترى 1.2 مليون جرعة من لقاح للوقاية من مرض كوفيد- 19 من شركة سينوفارم الصينية، فى أول تأكيد رسمى على شراء لقاح فى باكستان، التى تواجه الموجة الثانية من تفشى الجائحة. وقال أنتونى فاوتشى، كبير خبراء الأمراض المُعْدِية فى الولاياتالمتحدة، مدير المعهد الوطنى للحساسية والأمراض المُعْدِية، إنه يتوقع أن تصل البلاد إلى قدر من المناعة الجماعية، أو ما يُعرف ب«مناعة القطيع»، من خلال اللقاحات، تكفى لعودة «بعض مظاهر الحياة الطبيعية» بحلول خريف 2021، على الرغم من العقبات التى تواجه المراحل الأولى من طرح اللقاح. وأدلى «فاوتشى» بهذه التصريحات خلال مناقشة عبر الإنترنت للجائحة مع حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، الذى أعلن فى بداية النقاش أن الولاية رصدت سلالة جديدة أسرع انتشارًا من فيروس كورونا، وهى السلالة التى ظهرت فى بريطانيا فى البداية، وذلك بعد يوم من توثيق ظهور ثانى حالة أمريكية معروفة بالسلالة الجديدة فى كولورادو. فيما انتقد رئيس الحزب الجمهورى فى مجلس الشيوخ الفرنسى، برونو روتايو، الاستراتيجية التى تتبعها فرنسا، والتى وصفها ب«البطيئة للغاية»، وقال، فى تغريدة له: «أكثر من 42 ألفًا خضعوا للقاح فى ألمانيا، و900 ألف فى المملكة المتحدة، وأقل من مائتين فى فرنسا». وحذر من أنه «بعد الكمامات والاختبارات والحجر، سيكون أى فشل فظيعًا»، مطالبًا الحكومة ب«الإعلان عن جدول التلقيح الخاص بدُور رعاية المُسِنّين». من جانبه، اعتبر رئيس قسم الطوارئ فى مستشفى جورج بومبيدو، خلال مقابلة تليفزيونية مع قناة «سى نيوز»، أنه «ليس لدى فرنسا استراتيجية لإعطاء اللقاح».
