من هذا العبقرى، صاحب قرار فض اعتصام «مصابى الثورة»؟! ومن ذاك الأكثر عبقرية، الذى نفذ وشارك فى هذه الجريمة؟! لابد أن يحالوا إلى محاكمة فورية بتهمة خيانة الوطن والغباء الأمنى، لقد تسببوا فى إشعال فتيل الانفجار المرعب. كانت مصر تتجه بخطوات متسارعة إلى الاستقرار، كانت تستعد لأن تقطع أول الأشواط بإجراء الانتخابات البرلمانية، وفجأة، بتصرف أعمى وعناد مجنون، تحولت ربوع البلاد إلى كتل من اللهب والرصاص والدماء، نشبت حالة من العراك، لا يدرى أحد إلى أى نتائج ستنتهى. لا ينكر أحد أن المشكلة لم تكن فى الدفاع عما جرى ل«أسر الشهداء»، وأن هناك أجندات ومصالح أخرى بعضها مقبول ونتوافق عليه ونتمسك به، فيما يشمل إعادة الثورة إلى أصحابها من جديد، وانتزاعها من الذين سرقوها فى وضح النهار، لكن هناك أيضاً من يريد أن يحقق وعيد المخلوع ب«الفوضى»، وتعطيل كل الخطوات التى تأخذنا إلى الأمام. ماذا كان سيحدث لو أن وزير الداخلية خرج علينا، وقدم اعتذاراً عن الجريمة التى وقعت فى حق المعتصمين من مصابى الثورة؟، وماذا كان سيضرنا لو أننا تركناهم - حتى لو كانوا من غير مصابى الثورة - ووضعنا حولهم حراسة وتأميناً، ومنعناهم من تعطيل الطريق، لكنه نفس الخطأ ونفس الفخ الذى وقعت فيه «الداخلية» يوم أحداث «مسرح البالون»، لكن الآن لا ندرى على أى حال، ستنتهى الأحداث. عشرات من القتلى وآلاف المصابين، وملايين الجنيهات نحرقها بأيدينا كل يوم، ناهيك عن الخراب الذى عم كل شىء. وهو نفس الأسلوب القديم، لا تتحرك قيادة النظام إلا «بعد خرابها»، لقد تأخر خطاب «المشير»، وجاء منقوصاً من اعتذار لمصر عن دماء أبنائها، وظهرت «العورة السياسية» للذين ادعوا أنهم أصحاب الثورة، واستولوا عليها لأنفسهم، لقد خسروا المعركة الأخيرة، وفاز شباب مصر - أصحاب الثورة الحقيقيون - بانتزاعها من بين أيديهم، وانتزاع قانون عزل الفلول، وتحديد موعد محدد لانتقال السلطة وإقصاء حكومة - لم تقدم لنا شيئاً - لقد تحقق الحلم، فهيا نحوله إلى فعل، ونعود إلى حياتنا ونبدأ أول خطوة بإجراء الانتخابات البرلمانية. ■ رسالة: صديقتى «ولاء»: نعم، هناك ملايين المصريين لهم رأى آخر، يخالف ما يحدث فى ميدان التحرير، وكل شىء ستكشفه نتائج صناديق الانتخابات. [email protected]