بقلم ناصر صبحى مما لاشك فيه انه عند اندلاع اول شرارة لفتيل شعلة الثورة المجيدة تخبطت الاراء والتوقعات بين جميع طبقات المجتمع باكمله الطبقة المثقفة المفكرة المبدعة منها وطبقة العمال المهنيين والتجار والباعة الكادحين من ناحية اخرى وبين تلك وذك طبقة الاشراف من رجال الاعمال واصحاب الشركات ورءوس الاموال والوزراء ومنتفعى عضوية مجلسى الشعب والشورى ومتحكمى بقوت الشعب الكادح المطحون طيلة سنوات الذل والمهان والعبودية. فالجميع لم يجتمع على راى واحد هل هو مع الثورة التى كانت فى بدايتها مظاهرة شباب كالعادة ويتحمل تبعية ما يحدث بعد ذلك له؟ ام ضدها؟ وذلك اعتقادا منهم ان اعوان النظام السابق ستتكالب على اخمادها قبل وقوعها مثل كل مرة. فالبعض منا لم يختار مذهب واحد ينتهجه ويسبح به نحو شاطىء البر من اجل قضية وطنية يعتنقها ويؤمن بها ويموت من اجلها شهيدا تسطر حروف اسمه من نور فى عالم الشهداء داخل الجنة باذن الله فكان لا بد من الاختيار إما مع!! او ضد! . ولكن مشيئة الله وحده وحكمته وقدره ثم ايمان البعض الآخر منا بصدق قضيته وكذلك شدة حرص اعوان النظام الفاسد السابق على اخماد تلك المظاهرة بشتى انواع الطرق المحرمة وغير المحرمة من ازهاق ارواح ابرياء فى عمر الزهور وتيتم اطفال وحرمانهم من آبائهم وترمل زوجات بقتلهم ازواجهم وحرقة قلب كل اب وام فقد ابنه فى الايام الاولى من المظاهرة حتى اراد الله ان تنقلب الى ثورة وثورة كبيرة جدا يراها العالم بنفسه ويشعر بها يوما بعد يوم الى ان حققت الثورة اغلى ما عندها من اهداف وهى تنحى مبارك واعوانه عن الحكم والرغبة فى التغيير الشامل لميلاد دولة جديده بنظام جديد وحكام جدد وظيفتهم الاساسية خدمة المواطن والمواطنيين اولا واخيرا وكانت اقوى واروع وانقى واطهر ثورة بيضاء فى تاريخ علم الثورات منذ الثورة الفرنسية وتحطيم سجن الباستيل حتى الآن وكل هذا لم ياتى من فراغ فهذه اراء كبرى رؤساء و مشاهير العالم وصحفها واسمحوا لى ان اذكركم ببعض منها: باراك أوباما : يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر رئيس وزاراء ايطاليا : لا جديد في مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعاده ستولتنبرج رئيس وزراء النرويج : اليوم كلنا مصريين هاينز فيشر رئيس النمسا : شعب مصر أعظم شعوب الأرض و يستحق جائزة نوبل للسلام الممثل العالمي "جون كوزاك": المصريون يصنعون التاريخ ويقدمون صورة ملهمةللشجاعة المفكر اليهودي نعوم تشومسكي : لم اري في حياتي ثورة أكثر ابداعامما فعله المصريون أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية : فقالت في صفحتها الأولى إن الاحتفال بالنصرومجده يشبه هزيمة اسرائيل على يد الجيش المصري عام 1973 ، حيث غسلت فرحة الانتصارأعواما طويلة من الهزيمة والذل والاحتلال الذي كان يسيطر به رجال مبارك على أرض مصر cnn: لأول مرة نرى شعبا يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها وفي صحيفة الجارديان: وقالت الصحيفة إلى أن أهم ما يميز تلكالثورةهي أنها بلا قائد، واذا كان لابد من قائد فستكون الروح الوطنية التيسادتالثورة حيث أن المسلمين والمسيحيين وقفوا فيها جنباً إلى جنب ولم يرفعفيها إلا العلم الوطني وأظهر المصريون معاً أنهم إذا كان بإمكانهم قهر الخوفلديهمفإن بمقدورهم أن يطيحوا بأعتى الديكتاتوريين. وها هى مرت عدة شهور من اندلاعالثورة المباركة المجيدة وقد حمى الجيش الشعب وثورته ولكن البعض يخلط بين القوات المسلحة بصفتها حامية ديار مصر وحدودها وبين المجلس الاعلى للقوات المسلحة بصفتة السلطة المخوله له حكم البلاد فى هذه الفترة وما تبعه من قرارت وتشريعات حول الانتخابات من ان نصف المجلس عمال وفلاحين او اعلان دستورى أو تعديلات حول نظام الاختيار بالقائمة وكم نسبتها او الفردى وكم نسبته او انتخاب لرئيس مدنى اولا او تشريع دستور للبلاد او انتخاب مجلسى الشعب والشورى او تشكيل وزارى او تغيير وزارى او غيرها من الامور التى لاقت بين اعجاب المؤيدن وسخط المعارضين وهل ستكون البلاد دينية ؟ام مدنية ذات مرجعية اسلامية؟ ام غيرها؟ فكلنا ثقة كبيرة وعمياء جدا جدا فى قواتنا المسلحة ولكن ندعوا الله من ان ييسر لها امورها بالبلاد وتفى بوعودها قريبا جدا جدا فى اطار تحديد جدول زمنى محدد حتى يتم تسيلم السلطة الى رئيس مدنى . ورغم محاربة انصار وفلول النظام السابق بكل ما عندهم من قوة لتكملة وانجاز باقى مهام واهداف الثورة مما يدعون على انفسهم بانهم الاغلبية الصامتة او ابناء مبارك او من يدعون من بقايا النظام السابق بانه لا توجد ثورة وللاسف هؤلاء بيننا بمكاتبنا الحكومية واسواقنا التجارية وداخل مؤسساتنا الحيوية الهامة بل انهم يزحفون بكل الطرق من تاجير بلطجية بالمال واستخدام جبروتهم فى عودة النظام السابق الذى اعطاهم المال والجاه على حساب قوت المواطن البسيط والشعب الطيب الكادح ورغم تلك المحاولات الفاشلة منهم بزعزعة الاستقرار والامن بالبلاد فان اغلبية الشعب المصرى الشريف الطاهر تؤمن بوجودية الثورة وانها جاءت لتنقية وتطهير البلاد من فاسديها ومدمريها ..ولكن للاسف القلة من تلك الاغلبية الشريفة قد اصابتها حالة من اليأس والملل من توقف حركة رواج التجارة من بيع وشراء وارتفاع اسعار السلع ومضايقة بعض فئة فلول النظام السابق لهم فى تجارتهم ودراستهم وادارة عملهم ولكن على امل كبير فى ربهم نحو مستقبل مصر والثورة ..فلكى الله يا مصر وياالله يا واحد يا قهار اكمل قدرتك ومشيئتك على خير وانقاذنا من جبروت انصار النظام الفاسد السابق ومحاولاته المستميته لقتل الثورة ومحوها كأنها لم تكن فى الوجود.