خطاب الكراهية

بدعوة كريمة من الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، نظم منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية لقاءً فكريًا موسعًا تحت عنوان «آليات مواجهة خطاب الكراهية»؛ حضره عددٌ من الكتاب والمفكرين والقادة الدينيين والأكاديميين والإعلاميين والبرلمانيين وممثلى المجتمع المدنى، وأدار الحوار النائبة نشوى الديب، وتحدث الدكتور جمال شيحة والشيخ عمرو الوردانى والقس رفعت فتحى، واتفق الحضور على ضرورة تعريف خطاب الكراهية الذى لا يوجد له تعريف مقبول عالميًا فى القانون الدولى لحقوق الإنسان، مما يفسر الكثير من الالتباس حول ماهية المصطلح، على الرغم من تعريفه وفقًا للمادة 19 من العهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية باعتباره مفهوما مثيرا للمشاعر، فى حين يذهب البعض إلى أن خطاب الكراهية يتكون من عنصرين هما: أولًا- الكراهية، وهى مشاعر قوية وغير عقلانية تنم عن ازدراء وبغض تجاه مجموعة مستهدفة بعينها أو فرد مستهدف بسبب خصائص معينة فعلية أو متصورة معترف بها بموجب القانون الدولى؛ والعنصر الثانى- الخطاب، وهو تعبير يفصح عن آراء أو أفكار تمييزية انفعالية؛ ولم يمنع ذلك من التفكير فى آليات مواجهة خطاب الكراهية، ليس فقط بالتشريعات وسياسة الردع، ولكن أيضًا بالمحبة وقبول الآخر والتعددية وحق الاختلاف والخطاب الدينى المعتدل فى مواجهة التمويل الضخم لخطاب الكراهية والنزاعات الثأرية؛ وأكد الحضور الدور الرئيسى للأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية فى مواجهة الخطاب الدينى المتطرف ومحاولة تصحيحه خاصةً فى ظل تنامى دور وسائل التواصل الاجتماعى وإساءة استغلالها من قبل الجماعات المتطرفة فى الحث على الكراهية وتجنيد الأشخاص فى العمليات الإرهابية، مما يتطلب توافر برامج ثقافية، وفتح الآفاق للحوار، والبحث عن المشترك بين أبناء الأمة الواحدة ببناء الإنسان الواعى كركيزة للاستقرار والتنمية، وخلق مناخ عام محب للحياة والإنسانية والعيش المشترك.
وخلص اللقاء إلى أن خطابات الكراهية والتحريض التى تنتشر بشكل كبير تقتضى توافر إرادة سياسية، وأخرى مجتمعية خاصةً فى مجالى الدين والسياسة، والاهتمام بالتنشئة، والتعليم، والعمل على تغيير المناهج التعليمية، ومطالبة البرلمان بإصدار قانون مفوضية عدم التمييز التى أشار إليها دستور 2014 والحد من الاستبداد، ودعم الدولة فى توجهاتها نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، وتبنى المفكرين والمثقفين مشروعا قوميا ثقافيا يتبنى فكرة المواطنة كمناط للحقوق والحريات، والاشتباك معه للوصول إلى الغاية المرجوة وهى الحد من خطاب الكراهية، باعتبار أن القضية مسؤولية مجتمعية يجب أن يشارك فيها الجميع، ويكفى أن نشير إلى أنه فى نوڤمبر الماضى كشفت شركة «فيسبوك» عن أرقام بشأن انتشار خطاب الكراهية، قائلة إن عشرة على الأقل من كل عشرة آلاف مشاهدة محتوى تضمنت خطاب كراهية، ومشيرة إلى أن إحدى شبكات الحسابات كانت تدار من مصر وتركيا والمغرب من قبل أفراد مرتبطين بجماعة الإخوان، ومضيفة أن تلك الصفحات استهدفت دولًا إقليمية، وتضمنت بعض المحتوى المتعلق بالإرهاب؛ كل هذا يدفعنا إلى التوعية بمخاطر خطاب الكراهية.
Eshiha@yahoo.com