أعلن السفير عمرو أبو العطا، سفير مصر في الأردن، أن السفارة المصرية تمكنت من تقنين أوضاع نحو 50 ألف عامل مصري، سواء بنقل تصاريح عملهم من شركة إلى شركة أخرى داخل نفس القطاع أو باستصدار تصريح لهم بالعمل في قطاع آخر مغاير للقطاع الذي وفدوا إلى الأردن للعمل فيه. وقال أبو العطا، في تصريحات صحفية، الخميس، إن نجاح العملية والتعاون الذي تلقته السفارة من الجهات الأردنية الرسمية دفع السفارة إلى مخاطبة تلك الجهات لمد فترة تصويب الأوضاع لمدة خمسة عشر يوماً آخرى لتنتهي بنهاية شهر أكتوبر الجاري . وأوضح أبو العطا أن القسم القنصلي بالسفارة المصرية في العاصمة الأردنية عمان والمكتب العمالي تعاملا من بداية العام الجاري 2011 مع عدد ضخم من الإضرابات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية للعمالة المصرية، حيث بلغ عددها 186 حالة تضمنت بعضها مطالبات غير قانونية مثل طلب إلغاء رسوم تصاريح العمل، وفتح قطاعات العمل المغلقة للأردنيين، منوها إلى أن السفارة سعت للتحرك سريعا لاحتواء تلك الإضرابات، بما يحفظ للعمال حقوقهم ويضمن في ذات الوقت احترام القوانين الأردنية حفاظاً علي سمعة مصر والعمالة المصرية ليس فقط فى الأردن ولكن في الخارج بشكل عام. وذكر أن عملية تصويب الأوضاع الجارية تعد ثاني عملية تصويب أوضاع تقوم السفارة بترتيبها، حيث جرت العملية الأولى عام 2009 وتم حينها تصويب وضع 75 ألف حالة، كما عملت السفارة منذ عام 2008 علي زيادة حجم العمالة المصرية في سوق العمل الأردنى من 250 ألفا إلى 417 ألفاً وهو الرقم الذي سجل أواخر الشهر الماضي، مما أدي لزيادة تحويلات العاملين المصريين من الأردن ، فضلاً عن أنه يجري حالياً حث الجانب الأردني علي تعديل الحد الأدني للأجور لرفعه من 150 إلى 200 دينار أردني. وأضاف أبوالعطا: «كما أبرمت السفارة عقد تأمين علي الحياة مع إحدى شركات التأمين استطاعت بموجبه تحميل الشركة نفقات شحن جثمان أي مواطن مصري يتوفي علي الأراضى الأردنية بصرف النظر عن عمره أو كونه مؤمن عليه من عدمه»، مشيرا إلى شحن جثامين 172 مواطناً مصرياً منذ بداية عام 2011 ، وهو ما تكلف ما يقارب 110 ألف دولار أمريكي، فضلاً عن تحصيل مستحقات تعويضات من الشركة لصالح عدد 55 حالة وفاة تقدر ب622 ألف دولار أمريكي خلال هذه المدة فقط ، وكذلك تعاون الشركة مع السفارة في تقديم مساعدات إنسانية تقدر بآلاف الدينارات سواء لحالات طبية تكون في حاجة للعلاج والجراحة العاجلة، أو حالات شديدة الإعسار. وفيما يتعلق بالرعاية القنصلية للمواطنين ، أوضح أبو العطا أن السفارة تمكنت من تأمين الإفراج عن وترحيل ما يزيد عن 250 مواطنا معظمهم في محاولات تسلل من الأردن إلي لبنان عبر الأراضى السورية، مشيراً إلى تمديد صلاحية عشرة آلاف جواز سفر مجانا للتسهيل علي المواطنين لاستخراج تصاريح العمل، ولفت إلى أن السفارة تقوم بزيارات دورية للسجون، ثلاث مرات في الشهر، لتفقد أحوال المسجونين المصريين وتقديم المساعدة لهم سواء الدعم المعنوي أو المادي أو القانوني. ونوه السفير المصري إلى وجود مشكلة أخرى تتعلق باضطرار السفارة، وفقا للتعليمات، إلى قصر صلاحية جواز السفر لمدة عام للذين لم يستخرجوا بطاقة الرقم القومي أو انتهت صلاحية بطاقاتهم ، وكذلك من هم في سن التجنيد ورفضوا العودة لتسوية موقفهم التجنيدي، مؤكدا ًأن حل تلك المشكلات يتطلب صدور قرارات بذلك من الجهات المعنية في مصر وليس من وزارة الخارجية.