أدى تعطل جهاز قسطرة القلب بمركز القلب بمستشفى طامية المركزي بالفيوم إلى توقف إجراء عمليات القسطرة التشخيصية وتركيب الدعامات لمرضى القلب في محافظات شمال الصعيد الذين يعانون من الإصابة بجلطات ما يعرض حالات مصابة منهم لحدوث مضاعفات تؤدي إلى الوفاة. «المصري اليوم» حصلت على صور ضوئية من مخاطبات رسمية رفعها مسؤولي مركز القلب لكافة الجهات المعنية قبل شهر لإصلاح عطل جهاز قسطرة القلب لاستئناف إجراء عمليات القسطرة للمرضى المصابين الذين يتجاوز عددهم 150 حالة في الأسبوع الواحد وفق سجلات وحدة القسطرة، وعلى الرغم من توافد العشرات من الحالات المصابة وشديدة الخطورة يوميا على وحدة القسطرة إلا أن وزارة الصحة لم تتخذ الإجراءات اللازمة لإصلاح عطل جهاز القسطرة. مركز القلب بمستشفى طامية المركزي بالفيوم نوع جديد من الخدمة الطبية لم يكن موجود من قبل في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والسكان هو أول خدمة نوعية متخصصة في جراحات القلب لعلاج مرضى محافظات شمال الصعيد بهدف تخفيف الضغط على معهد القلب القومي بالقاهرة، ويسهل لمرضى القلب العلاج داخل نطاق إقليمهم وفق بيان إعلامي صادر عن مديرية الصحة بالفيوم. وفق سجلات مركز القلب بمستشفى طامية، يتوافد العشرات من مرضى القلب الذين يحتاجون لإجراء قساطر تشخيصية وتركيب دعامات ونتيجة تعطل جهاز قسطرة القلب يعجز مسؤولي المركز عن إسعاف حالات خطرة تحتاج لتدخل سريع وتركيب دعامة مثلما حدث مع محمد عبدالعاطي عبدالمولى الذي حضر إلى مركز القلب، الاثنين الماضي الموافق 12 أكتوبر، وتبين من الفحوصات الطبية التي أجريت له أنه يعاني من جلطة حديثة بالقلب ويحتاج إلى تدخل فوري وإجراء عملية قسطرة وتركيب دعامة له، وبسبب تعطل جهاز قسطرة القلب لم يتمكن الأطباء من إسعافه وتوصية أقاربه الذهاب به إلى أقرب مركز متخصص لاحتياجه تركيب دعامة سريعا ورغم دخوله وحدة العناية المركزة بالمستشفى وعمل اللازم له وإعطاءه حقنة إذابة الجلطات لكنه توفي مساء نفس يوم دخوله المستشفى، حيث كان يحتاج إلى تركيب دعامة سريعا وفق التشخيص الطبي لحالته. يوضح الدكتور أحمد نجيب، مدير مركز القلب، أن وحدة قسطرة القلب تقوم بعمل قسطرة تشخيصية عن طريق الشريان الفخذي أو الكعبري أو غيرهما عن طريق حقن صبغة في الشريان وتصويرها الشرايين التاجية بجهاز يظهر ذلك على شاشة أمام الطبيب المعالج وتستخدم القسطرة أيضا قي توسيع الصمامات الضيقة أو تصليح الثقوب خاصة في الأطفال وتستخدم أيضا في تركيب منظم ضربات القلب المؤقت والدائم أما قسم جراحة القلب وهو ما يتم فيه إجراء عمليات القلب المفتوح لتغيير الصمامات التالفة وتغيير الشرايين التاجية غير القابلة للعلاج بالقسطرة. يشير «نجيب» إلى أن وحدة قسطرة القلب تستقبل جميع الحالات المرضية التي يتم تحويلها من جميع المستشفيات بمراكز المحافظة وأيضا التي يتم تحويلها من أقسام الطوارئ بالمستشفيات العامة والمراكز الطبية بمحافظات شمال الصعيد، لافتا إلى أن عمليات القسطرة والعلاج بالمجان لأي مريض، حيث يتم استقبال المرضى ببطاقة التأمين الصحي أو عمل قرار على نفقة الدولة يتم الموافقة عليه من قبل وزارة الصحة. وأضاف أن «تعطل جهاز قسطرة القلب له أكثر من شهر وتم تحويل حوالي 60 حالة إلى مستشفيات ومراكز متخصصة كانت في قائمة الانتظار لإجراء عمليات قسطرة وتركيب دعامات»، مؤكدا أنه تم رفع مخاطبات لكافة الجهات المعنية لإصلاح عطل جهاز قسطرة القلب لاستقبال الحالات المرضية خاصة وأن المركز يستقبل مرضى من كافة المحافظات، حيث توافد العشرات من محافظاتالبحيرة وكفر الشيخ وشمال سيناء وبني سويف خلال الفترة الماضية. بحسب إحصائيات المركز الرسمية، يبلغ طاقم أطباء وحدة قسطرة القلب 15 طبيبا بينهم الدكتور ياسر جمعه أستاذ القلب واستشاريين من جامعة عين شمس يقوموا بإجراء العمليات للمرضى إلى جانب إعطاء الخبرة لطاقم الأطباء المعاون المنتدب من مستشفيات الفيوم. ويصل عدد الأسرة 11 منهم سرير عزل لحالات الإفاقة وغرفة عمليات مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية الحديثة ومتصلة بغرفة تحكم آلي ومرئي. تشير الإحصائيات الرسمية المدونة في سجلات وحدة قسطرة القلب أن الوحدة ساعدت في علاج 1782 حالة من مرضى القلب بنسبة نجاح 100% وفق الإحصائيات الرسمية للمرضى الذين تم إجراء عمليات قسطرة لهم حيث بلغوا 402 مريض خلال عام 2018، وارتفع عدد المرضى عام 2019 ليصل إلى 680 مريضا تم إجراء عمليات قسطرة تشخيصية وتكاملية بتركيب دعامات لهم منهم 284 حالة محولة من التأمين الصحي بعد تعاقده مع وحدة قسطرة القلب، فيما أجرى 396 مريض عمليات قسطرة على نفقة الدولة بإجمالي 680 حالة إلى جانب إجراء عمليات قسطرة وتركيب دعامات لقرابة 700 حالة منذ يناير الماضي حتى نهاية شهر أغسطس 2020 ما يؤكد أن عدد الحالات تتزايد نظرا لجودة الخدمة الطبية التي يقوم بها فريق طبي على أعلى مستوى وفق بعض المرضى الذين أعربوا عن رضاهم في إنهاء الإجراءات سريعا وتقديم خدمة طبية جيدة حسب وصفهم. «المصري اليوم» رصدت بالصور حال مركز القلب الذي يفوق في تجهيزه خدمة المستشفيات الخاصة سواء التجهيزات أو غرف المرضى أو الخدمة الطبية التي وصفها المرضى أنها على أعلى مستوى قدمت وحدة قسطرة القلب خدمة طبية جيدة بلغت نسب نجاح إجراء العمليات فيها 100 %. تحت بند «هام وعاجل لصالح العمل»، خاطب مسؤولي المستشفى ومركز القلب الجهات الأعلى لمخاطبة وزارة الصحة لإصلاح عطل جهاز قسطرة القلب حتى يتمكن الأطباء من تقديم الخدمة الطبية لعشرات المرضى الذين يترددون على المركز يوميا لكن دون جدوى. ولا تزال وحدة قسطرة القلب متوقفة وتعاني الخدمة الطبية خلل يمنع وصولها مرضى وحالات حرجة. أكد الدكتور محمد التوني، المتحدث الرسمي لمحافظة الفيوم، أن الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، رفع مذكرة لوزارة الصحة والسكان تضمنت أسباب تعطل جهاز قسطرة القلب وتم مخاطبة الجهات المعنية والشركة الموردة للجهاز لإصلاح العطل حتى يتم استئناف العمل بوحدة قسطرة القلب وتقديم الخدمة الطبية للمرضى، مشيرا إلى أن مركز القلب في طامية كان مقرر له دخوله قوائم انتظار على مستوى الجمهورية وفق ما أعلنته الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، خلال زيارتها للفيوم بتاريخ 23 يونيو الماضي. الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، قال: «أنا زرت مركز القلب بالكامل وحدة قسطرة القلب ووحدة جراحات القلب في مستشفى طامية المركزي«، وبحسب وصفه أن تجهيزه على أعلى مستوى، قائلا:»المركز من الأماكن الفاخرة اللي الواحد شافها في مصر افتخر أن يكون عندنا مكان زي كده في الفيوم حيث تقدم وحدة قسطرة القلب خدمة طبية على أعلى مستوى ويقوم بتشغيلها طاقم طبي من كلية الطب جامعة عين شمس«. وأضاف: «أثناء زيارتي لوحدة الجراحات عرفت الاحتياجات الفعلية التي تحتاج إليها لتشغيلها عن طريق مديرية الصحة وهي أجهزة طبية»، مؤكدا أن هناك تنسيق مع وزارة الصحة وتم رفع الاحتياجات إليها لتدبيرها، مؤكداً أنه تواصل مع رئيس جامعة عين شمس لدعم هذه الوحدة أكثر وأكثر لأن العمل في مركز القلب عند بدء تشغيل وحدة جراحات القلب سيكون 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع.
