يخوض مقاتلون موالون للعقيد الهارب معمر القذافي معركتهم الأخيرة في مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي المخلوع، وسط تقدم كبير لقوات المجلس الانتقالي الوطني الذي يمثل الواجهة السياسية لثوار ليبيا. وحرك قادة المجلس الوطني الانتقالي الدبابات لاطلاق النار على مبان من مسافة قريبة لطرد القناصة الباقين من قوات القذافي المحاصرة حاليا من جميع الجهات في جزء صغير من المدينة. وقال خالد الطير وهو قائد ميداني في سرت «نحن نسيطر على المدينة بالكامل باستثناء الحي رقم 2 حيث حوصرت قوات القذافي». وقال العقيد محمد اغفير وهو قائد آخر لقوات الثوار «هذه العملية تلفظ أنفاسها الأخيرة» ومنع حصار سرت الذي بدأ بعد سقوط العاصمة طرابلس في أيدي المجلس الوطني الانتقالي قبل شهرين انتقال ليبيا إلى الحياة الطبيعية حيث يقول الزعماء الجدد إنهم لن يبدأوا إقامة نظام ديمقراطي إلا بعد السيطرة على المدينة. ولقيت جهود القضاء على المقاومة في سرت دفعة كبيرة يوم الأربعاء عندما قال مسؤولون من المجلس الوطني الانتقالي إن مقاتلي الحكومة الليبية اعتقلوا المعتصم ابن القذافي وهو يحاول الهرب من سرت. وقال العقيد عبد الله ناكر رئيس مجلس ثوار طرابلس لوكالة رويترز مساء الأربعاء «القي القبض عليه اليوم في سرت». وقال مسؤولون اخرون من المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي ان المعتصم نقل إلى قاعدة عسكرية في المدينة الواقعة في الشرق لكن المجلس لم يؤكد الأنباء أو ينفها رسميا. والمعتصم إذا تأكد القبض عليه هو ثاني فرد من عائلة القذافي يقع في أيدي الحكومة الجديدة التي ظهرت بعد 6 أشهر من الحرب الأهلية. ويعتقد أن القذافي نفسه يختبئ في مكان ما في الصحراء الليبية في جنوب البلاد. ويواصل المقاتلون الموالون للزعيم المخلوع القتال ويردون على هجمات المجلس الوطني الانتقالي في سرت بنيران الأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية. وقال قائد لقوات المجلس الانتقالي إن قوات القذافي المحاصرة لم تعد تستخدم الأسلحة الثقيلة. ولا تزال بعض الاعلام الخضراء رمز سلطة القذافي التي استمرت 42 عاما ترفرف فوق كثير من المباني في سرت لكن القائد قال إن القوات المدافعة فقدت تماسكها فيما يبدو. وقال قائد ميداني «لاحظنا الآن أنهم يقاتلون كل رجل لنفسه... حاولنا ابلاغهم بأن هذا يكفي وان يسلموا أنفسهم لكنهم لم يقبلوا». ويقول ضباط من المجلس الانتقالي ان الموالين للقذافي يخشون تسليم انفسهم خوفا من الانتقام. وتعرض بعض المقاتلين الذين اسروا لمعاملة خشنة على ايدي قوات المجلس الوطني الانتقالي وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانا قالت فيه إن الحكام الجدد في ليبيا عرضة لتكرار انتهاكات حقوق الإنسان التي كانت معتادة اثناء حكم القذافي. وبينما تقترب المعركة من اجل ليبيا مما يأمل المجلس الانتقالي وحلف الأطلسي (الناتو) أن يكون نهايتها تتطلع الحكومة الجديدة والحلف الغربي الذي ساعد في الإطاحة بالقذافي إلى عودة الحياة إلى طبيعتها. ووقعت الحكومة الليبية المؤقتة وحلف الاطلسي اتفاقا يوم الخميس لفتح ممرات جوية على الفور للرحلات المدنية الجوية من بنغازي ورحلات داخلية بين المدينة الثانية وطرابلس ومصراتة. وهذه خطوة اولى نحو رفع حظر الطيران فوق ليبيا الذي فرض بعد أن بدأ القذافي هجوما عسكريا على المدنيين الذين يحتجون على حكمه المطلق.