تقرير: من سيتولى منصب رئيس حكومة الوفاق الوطني بعد فايز السراج؟

لاشك أن استقالة رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج ستقلب موازين القوى في البلاد وأي شخص يتولى هذا المنصب مستقبلا سيكون قادرًا على تغيير ليبيا.
أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج في 17 سبتمبر عبر قناة ليبيا الأحرار أنه ينوي التنحي نهاية أكتوبر من أجل «إفساح المجال لقادة جدد» وفقا لقوله. يرتبط قرار فايز السراج بالاحتجاجات الجماهيرية في طرابلس الليبية، حيث أعرب المتظاهرون لمدة أيام عن عدم رضاهم عن الوضع الاقتصادي والفساد في البلاد، فضلاً عن انقطاع الكهرباء والمياه بشكل متكرر وتدني المستوى المعيشي. كما أن أحد كان مطالبهم استقالة رئيس حكومة الوفاق.
استقالة رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، تعني أن حكومة الوفاق الوطني من المرجح أن تبتعد أخيرًا عن الحل العسكري وتتجه نحو تسوية سياسية، حيث قال في خطابه أنه يأمل أن يحصل تغيير إيجابي في السياسة الليبية، لكن من سيحل محله؟
وسبق أن ترددت أنباء في وسائل الإعلام عن أن فتحي باشاغا كان يحاول تنحية فايز السراج ليحل محله. والدليل على ذلك هو التسجيل الصوتي المسرب للمحادثات التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحدّث فيها وزير الداخلية عن تخطيطه لانقلاب في طرابلس.
فتحي باشاغا رجل قاس متعطش للدماء، حيث سبق وتم فصله، والسبب في ذلك تصريحات باشاغا حول المتظاهرين وتفريقهم بالرصاص الحي. لكن بعد فترة، استعاد فتحي باشاغا منصب الوزير. يذكر أنه نجح في ذلك بفضل ابتزاز وتهديد فايز السراج بالمجموعات الإرهابية المسلحة التابعة له.
إذا استولى رجل مثل فتحي باشاغا على السلطة في طرابلس، فإن ذلك سيعني شيئًا واحدًا فقط: حرب أهلية جديدة في ليبيا وضحايا جدد وأزمة جديدة.
مرشح آخر لمنصب رئيس حكومة الوفاق هو رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية، خالد المشري، المعروف بمشاركته في مختلف مخططات الفساد، فضلاً عن معارضته للتوزيع العادل لعائدات النفط بين جميع مناطق ليبيا. بالإضافة إلى ذلك، خالد المشري ممثل جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المعروفة بسياساتها المتطرفة.
السياسيون الآخرون، مثل المشير خليفة حفتر أو رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، من المستبعد أن يترأسوا حكومة الوفاق الوطني، على خلفية المرشحين المقدمين، يبدو نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني، أحمد معيتيق، مرشحا أفضل من غيره، لأن اسمه لم يتلوث بأي معاملة قاسية مع المواطنين أو بالفساد أو بأي فضائح سياسية أخرى.
في وقت سابق، أضحى معيتيق مشاركًا في المفاوضات الليبية التي توصل من خلالها إلى بعض الاتفاقات مع ممثلين عن الحكومة الشرقية. وتمكن من تحقيق استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي، الأمر الذي سيكون له بلا شك تأثير إيجابي على اقتصاد البلاد. كما أنه وبفضل جهوده، تم إنشاء أول منصة فعالة للمفاوضات بين ممثلي الإقليمين الشرقي والغربي في ليبيا. يمكن لرجل مثل أحمد معيتيق أن يقود ليبيا ليس إلى الحرب والاشتباكات الدموية، بل إلى التسوية السلمية.
ومع ذلك، في الوقت الحالي، ما زالت مسألة التطور السياسي في ليبيا، خاصة بعد رحيل رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج مفتوحة.