ثوار ليبيا على أعتاب السيطرة التامة على «سرت»

دخلت المعارك في مدينة سرت، مسقط رأس «القذافي»، شرقي طرابلس، الثلاثاء، مرحلتها الأخيرة، حيث تحاول قوات النظام الجديد السيطرة على آخر الأحياء، التي ما زالت بين أيدي قوات «القذافي» بعد شهر من الحصار الدامي.
وأعلن المجلس الوطني الانتقالي أنه يتوقع سقوط «سرت» بالكامل بين أيدي مقاتليه، لإعلان «التحرير الكامل» لليبيا، مما سيمهد الطريق أمام تشكيل حكومة مهمتها إدارة مرحلة انتقالية إلى حين إجراء انتخابات عامة.
وقال مسؤول الجبهة الشرقية وقائد كتيبة «ليبيا الحرة» في سرت، وسام بن أحمد: «بقي لنا 2 كيلومتر مربع فقط لتحرير كامل المدينة».
وأضاف: «ولكن مشكلتنا تكمن خصوصًا في وجود العائلات التي يخشى الكثير منها مغادرة منازلهم، وهي منازل يستخدمها القناصة للاختباء فيها ومراكز لإطلاق النار»، وذلك غداة إعلان قيادي آخر بالمجلس الانتقالي السيطرة على 90% من «سرت».
وميدانيًا، تمكنت مجموعة من قوات المجلس الانتقالي من الوصول إلى وسط «سرت»، ظهر الثلاثاء، وأخذت تمشط الشوارع والمنازل، وتتألف هذه المجموعة، وهي فرقة استطلاع مكونة من حوالي 30 مقاتلا، وقد دخلت إلى أطراف الساحة الرئيسية ل«سرت» من الجهة الشرقية دون أن تلقى مقاومة تذكر من قوات «القذافي».
وأفادت أنباء بأن المهاجمين كانوا يتقدمون بحذر، مخافة وجود قناصة، لكنهم خلعوا أي أبواب وتحققوا من عدم وجود مقاتلي «القذافي»، وقد عثروا في العديد من البنايات على ملابس عسكرية متروكة وبقايا موائد طعام.
ويخشى مقاتلو النظام الجديد من أن يتخفى مقاتلو القذافي في ملابس مدنيين أو حتى في ملابس مقاتلي المجلس الانتقالي، ولهذا السبب اعتقلوا 3 رجال، الثلاثاء، قرب الساحة للتحقق من هويتهم.
ومعركة «سرت»، التي ارتدت أهمية رمزية، كونها مسقط رأس «القذافي»، اندلعت في 15 سبتمبر، وأسفرت، حتى الثلاثاء، عن مقتل المئات.
وقد سقط في الأيام الأخيرة من المعارك ما لا يقل عن 70 مقاتلا من المجلس الانتقالي، إضافة إلى مئات الجرحى.