صحف عالمية: المصريون يواجهون نفس القمع والتعذيب في عهد مبارك و بعد الثورة

قالت شبكة «سي بي إس نيوز» الأمريكية في تقريرها الذي أعدته مساء الأحد حول أحداث ماسبيرو، إنه على الرغم من الإطاحة بالديكتاتور الذي كان نظامه يقمع ويعذب المصريين لعقود، يواجه المصريون الآن نفس المعاملة من المجلس العسكري الحاكم الذي احتملوه بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك. .
وقالت في تقرير أعده مراسلها بول سايمون، إن الكثيرين في مصر يرون أن الجيش يعذب المدنيين ويعتقل الناس عشوائيًا، مضيفة أن برنامج «60 دقيقة» الذي تنتجه الشبكة عندما حاول فريقه النزول للشارع المصري ومعرفة أهداف الثورة التي تم تحقيقها حتى الآن، فوجئ بأن المجلس العسكري حافظ على قوانين نظام مبارك، وفعّل قانون الطوارئ بالكامل، واعتقل النشطاء بالآلاف وجرم الاعتصامات وضيق الخناق على الصحفيين، بل وعذب المعارضين أيضًا، تمامًا كما كان مبارك يفعل.
وأشارت إلى أن ميدان التحرير كان من أسعد الأماكن التي يزورها الناس منذ 8 أشهر، فهو الميدان الذي أطاح فيه المصريون بمبارك في 18 يومًا، والآن عاد كثير منهم إليه لكن بدون سعادة، لأن معظمهم يشعرون أن ثمة من يسرق ثورتهم، وأن الجيش الذي يقول أنه حمى الثورة، يضرب الآن عرض الحائط بمظاهراتهم واحتجاجاتهم.
وذكرت الشبكة أن معدي البرنامج حاولوا اللقاء بأحد قيادات القوات المسلحة إلا إنهم رفضوا جميعًا.
على الصعيد الاقتصادي، قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إن البورصة المصرية تأثرت بأحداث مساء الأحد فيما يطلق عليه «موقعة ماسبيرو»، وانخفضت في الساعات الأولى الاثنين أكثر من 5,1%، بخسائر بلغت أكثر من 10 مليار جنيه.
واعتبرت الصحيفة أن انخفاض مؤشر البورصة المصرية بهذه المعدلات بعد الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل 24 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين، هو الانخفاض الأسوأ منذ إعادة افتتاح البورصة عقب الثورة بسبعة أسابيع.
أما مجلة «تايم» الأمريكية، فأكدت أن أحداث ماسبيرو «تعمق الشكوك فيما يتعلق بنوايا المجلس العسكري»، لافتة إلى عدد من الأحداث السابقة التي جعلت النشطاء والسياسيين يرفضون قيادة المجلس العسكري لافتقارها الحكمة المطلوبة في التعامل مع الأمور في مصر، وخاصة في الفترة الانتقالية الحرجة التي يفترض بها أن تكون بداية للديمقراطية.
وأضافت المجلة «يبدو أن المجلس العسكري نجح في تحجيم الطبقة السياسية وجعلها جبانة بما فيه الكفاية لقبول فكرة استمراره في السلطة حتى 2013، وأنه سوف يضع قواعد أي مرحلة انتقالية، حتى أن الثورة صارت تشبه الانقلاب العسكري الذي يهدف طوال الوقت لإخماد أي تمرد شعبي».
واختتمت «تايم» تحليلها بالتأكيد على أن الحشود التي خرجت للإطاحة بمبارك، لن تقبل بالطبع شروط جنرالات المجلس العسكري وتعاملهم مع الأزمات الطائفية، التي أصبحت الآن وسيلة لنشر الفوضى ومبرر لفرض قبضة الجيش الحديدية على مصر، مؤكدة أن المصريين ينتظرهم شتاء مر ومصير غير محدد الملامح.