«كاسبرسكى»: مصر الثالثة عربيًا فى التعرض ل«هجمات التصيد الإلكترونى»

كشفت دراسة تحليلية أجرتها كاسبرسكى عن أن هجمات التصيّد أصبحت أكثر تركيزًا فى توجيهها إلى المستهدفين؛ إذ عثر الخبراء الأمنيون لدى الشركة على عدد من الحيل الجديدة التى تضمّ رسائل رفض إلكترونية من الموارد البشرية وهجمات مستترة فى شكل إشعارات تسليم للطلبيات. واستطاعت حلول كاسبرسكى الأمنية أن تكشف عن 2.578.501 من هجمات التصيد فى مصر ودولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عُمان. وقد وُثّقت هذه النتائج وغيرها فى تقرير كاسبرسكى بشأن «الرسائل غير المرغوب فيها والتصيد فى الربع الثانى من 2020».
ويُعدّ التصيّد أحد أقدم أنواع الهجمات الرقمية القائمة على ما يُعرف بالهندسة الاجتماعية، وأكثرها مرونة، ويُستخدم بعدّة طرق ولأغراض مختلفة للإيقاع بالمستخدمين غير الحذرين عبر جذبهم إلى موقع ويب ما وحثّهم على إدخال معلوماتهم الشخصية، التى غالبًا ما تتضمن بيانات اعتماد مالية مثل كلمات المرور الخاصة بالحسابات المصرفية أو تفاصيل البطاقات البنكية أو تفاصيل تسجيل الدخول إلى حسابات وسائل التواصل الاجتماعى. ويمكن لوقوع هذه المعلومات فى الأيدى الخطأ أن يُفسح المجال أمام العديد من العمليات التخريبية، مثل سرقة الأموال أو اختراق شبكات الشركات، الأمر الذى يجعل التصيّد طريقة شائعة لإصابة الأهداف.
وتأثر المستخدمون فى المملكة العربية السعودية أكثر من غيرهم بهذا النوع من التهديدات؛ إذ اكتشف 973.061 هجوم تصيد فيها خلال ثلاثة أشهر الربع الثانى. تلتها دولة الإمارات (617.347) فمصر (492.532) فسلطنة عمان (193.379) فقطر (128.356) فالكويت (106.245) وأخيرًا مملكة البحرين (67.581).
ويعتبر التصيد طريقة قوية للهجوم لأنه يجرى على نطاق واسع؛ فإرسال موجات هائلة من رسائل البريد الإلكترونى تحت غطاء أسماء لجهات رسمية أو الترويج لصفحات مزيفة، يزيد فرص نجاح المحتالين فى السعى وراء بيانات دخول المستخدمين المستهدفين إلى حساباتهم. ومع ذلك، فقد أظهرت الأشهر الستة الأولى من العام 2020 جانبًا جديدًا لهذا الشكل المعروف من الهجمات.
وساهمت الظروف والأخبار التى أحاطت بجائحة كورونا فى إثراء قائمة الذرائع التى يلجأ إليها المحتالون عند طلب معلومات شخصية، وبهدف إخفاء الأغراض الحقيقية من تواصلهم مع المستخدمين، وذلك بعدة حيل على رأسها خدمات التوصيل. حيث بدأ المحتالون باستغلال الوضع خلال جائحة كورونا عبر إرسال رسائل بريد إلكترونى تطلب من الضحايا فتح ملف مرفق لمعرفة عنوان مستودع الشركة، ليذهبوا بأنفسهم لاستلام شحنة تأخرت فى الوصول، وكذلك الخدمات المالية فهجمات التصيّد المصرفية التى شُنّت فى الربع الثانى غالبًا ما نُفّذت برسائل بريد إلكترونى تعرض مزايا ومكافآت متنوعة لعملاء المؤسسات الائتمانية جرّاء الجائحة، وأيضا خدمات الموارد البشرية، فلم يفوت المحتالون استغلال الفرصة بعد أن تسبب ضعف الاقتصاد العالمى خلال الجائحة فى حدوث موجات بطالة فى عدد من الدول؛ فواجه خبراء كاسبرسكى العديد من الرسائل الإلكترونية الاحتيالية التى أعلنت عن بعض التعديلات المؤسسية على إجراءات الإجازة المرضية، مثلًا، أو فاجأت مستلميها بقرارات فصلهم.