عندما يصيبنى الضجر أمارس هوايتى فى الذهاب والإياب بين الماضى والحاضر أحاول أن أستعيد أشياء لحظات انفعالات من بئر الذاكرة أرمى بدلوى وأخشى أن يعود فارغا أبحث عن لقطات حياتية أعتز بها وأحن إليها أبحث عن شجرات ثلاث كانوا أمام بيتى عن قفص عصافير كنت أمسكه بيدى الصغيرة أبحث عن حديقة كانت تجاور بيتى أبحث عن ابتسامة أمى عندما ترضى عنى ومقعد أبى وهو يقرأ جريدة الصباح أبحث عن دقات قلبى المتناثرة ألملمها وهى ترقص على إيقاع تقلبات الفصول وتحت مظلة الحياة والموت أعترف.. أنا كائن خريفى المزاج انفعالاتى متقشفة وصامتة عشت ما يكفينى من لحظات مربكة عند فقد شخص عزيز أدعى.. الهدوء والرزانة وأنا أبكى من داخلى مشاعرى هشة قابلة للكسر بين ما حدث وما لم يحدث هل حدث شىء ما؟ على إيقاع موسيقى كلاسيكية كلها نعومة ورومانسية ترافقنى أينما ذهبت أبحث عمن يؤمن لها عمقها الزمنى اللانهائى أبحث فى بئرى عن بعد إنسانى مدهش فى قسوته ونعومته والصوت العالى مازال يعلو بى حتى يصطدم بسحابة (اتق شر من أحسنت إليه) فيسقط هاويا إلى الأرض السابعة لماذا لا أصعد لسطح السماء وأجلس على كرسيها الهزاز واحتسى فنجان قهوتى السماوية شعائر النقاء هل تجد من يحييها؟ مازال فى بئرى الكثير مقعدى فى الجامعة وآخر فى القطار وثالث على رصيف الحياة وابتسامات جميلة بريئة من زملاء وزميلات وملامح أخرى آمنت بها لكنى فقدتها تلاشت بئرى تمتلئ بالكثير من الكلمات تلك التى رصصتها فى مناسبات شتى البئر تضن على الدلو وتأبى أن تعيد ما أخذته لم يعد هناك وقت ودائما أذكره (العفو عند المقدرة) ولكن هل هناك مقدرة؟ فكما للموت قسوة فللحياة ألف قسوة وقسوة