صناعة السينما العالمية تنتظر الفرج

مزيد من الانتظار والترقب تخوضه مدينة السينما الأمريكية، لما يزيد عن 5 أشهر، منذ تفشى وباء كورونا فى العالم، وتضرر الولايات المتحدة منه، وهو ما أثر بدوره على صناعة السينما فى أكبر عاصمة لها «هوليوود»، التى لا تملك سوى التأجيلات المتكررة لعدد من أفلامها الكبرى التى كان من المتوقع طرحها هذا الصيف أو عرضها بنهاية عام 2020، إلا أنه تم إرجاؤها جميعا إلى عام 2021، وبعضها تم ترحيل مواعيد عرضه إلى 2022، مع استمرار غلق دور العرض السينمائية فى أغلب الولايات الأمريكية، وتجاوز خسائرها ال 17 مليار دولار حتى الآن، وعلى مدى يزيد عن 5 أشهر، خاصة مع ما تشهده الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة من مظاهرات وأحداث عنف منذ مقتل «جورج فلويد»، لتبدو الرؤية ضبابية لصناعة السينما وتتوالى خسائرها وما تتكبده الاستديوهات الكبرى فى هوليوود، فى حين يأمل السينمائيون فى العالم فى إعادة فتح دور العرض تدريجيا، خلال شهر يونيو الجارى، حيث تستعد صالات السينما فى عدد من الدول الأوروبية إلى افتتاحها قريبا، بالتنسيق مع الاتحاد الدولى للسينمات UNIC.
وفى الوقت الذى أعيد فيه فتح السينمات فى الصين، ثانى أكبر الأسواق العالمية السينمائية بعد الولايات المتحدة، فى 21 مارس الماضى، وإغلاقها بعد أسبوع واحد فى 28 مارس بسبب ظهور إصابات جديدة بفيروس كورونا، بتوصيات المجلس الوطنى للسينما، يتوقع إعادة افتتاحها الفترة المقبلة، وفى قبرص كان يتوقع فتح دور العرض منتصف يوليو المقبل، إلا أن هذا الموعد تم إرجاؤه إلى أغسطس المقبل، وفى التشيك تم السماح بفتح دور العرض على نطاق محدود، وبحيث لا يتجاوز عدد الحضور 100 شخص فى القاعة الواحدة، تحسبا لانتشار «كورونا»، ويتوقع أن تكون دور العرض السينمائية فى فرنسا، والبالغ عددها 6000 دار عرض، جاهزة لاستقبال روادها مع بداية يوليو المقبل، رغم أن الحكومة الفرنسية كانت قد أعلنت الموافقة على فتح دور العرض فى منتصف يونيو الجارى، كما أن الأحداث والفعاليات الفنية التى يزيد فيها عدد الحضور عن 5 آلاف تظل ممنوعة حتى سبتمبر المقبل، وهو ما كان سببا فى إلغاء الدورة الحالية لمهرجان «كان» السينمائى الدولى، والتى كان من المتوقع انطلاقها فى مايو الماضى، وفى ألمانيا تم منح عدد من المواعيد المختلفة لإعادة افتتاح الصالات السينمائية تدريجيا، بداية من يونيو الجارى، إلا أن أغلب المدن الألمانية سيجرى الافتتاح فيها بدءا من يوم 22 وصولا إلى 30 يونيو الجارى.
وبينما أعلنت اليونان عن السماح بإعادة افتتاح دور العرض بها أوائل يونيو الجارى، بشرط أن تكون صالات مكشوفة، فإن تشغيل الصالات المغلقة سيكون أوائل يوليو المقبل، وفى أيسلندا بدأت 29 دار عرض فقط العمل منذ الإعلان عن إعادة افتتاحها أوائل يونيو الجارى، حيث يسمح بحضور 50 شخصا فقط فى دار العرض، فى حين أعلنت الحكومة الإيطالية السماح بإعادة افتتاح السينمات بها بدءا من منتصف يونيو الجارى، وبواقع 200 شخص كحد أقصى فى القاعة الواحدة، وشكلت السويد تجربة مختلفة للسماح ببعض دور العرض المستقلة فى العمل، مع مراعاة التباعد الاجتماعى لروادها منذ نهاية إبريل الماضى، إلا أنها لم تحقق سوى 30 ألف يورو كعائدات مقارنة ب840 ألف يورو حققتها عن نفس الفترة العام الماضى، فى حين أرجأت الحكومة الروسية فتح دور العرض السينمائية بها إلى منتصف يوليو المقبل، وبريطانيا إلى 4 يوليو، وأعادت إسبانيا افتتاح القاعات السينمائية فى المولات بدءا من الأسبوع الماضى فى عدد من المدن الكبرى مثل مدريد وبرشلونة.
وفى ظل حالة الترقب والأمل التى تنتاب السينمائيين فى إعادة الحياة الفنية وانتعاش دور العرض مجددا وإعادة افتتاحها بالكامل خلال الأسابيع المقبلة، يستمر تأجيل عدد من الأفلام وترحيل مواعيد عرضها إلى العام المقبل، ففيلم The Hitman›s Wife›s Bodyguard أحدث التأجيلات التى تم الإعلان عنها هذا الأسبوع فى إنتاجات صناعة السينما العالمية، وقالت بطلته الممثلة المكسيكية، سلمى حايك، فى بيان رسمى، إن الفيلم الذى كان من المفترض عرضه فى أغسطس 2020، تم تأجيل موعد طرحه إلى أغسطس 2021 بسبب كورونا، وأكدت أنها كانت تأمل أن يراه جمهورها ويستمتع به، ولكن أدت الظروف الحالية إلى تأجيل عرضه، ويشارك «سلمى» فى بطولة الفيلم عدد من النجوم، منهم «صامويل إل جاكسون» و«رايان ينولدز» و«أنطونيو بانديراس» و«مورجان فريمان»، وهو جزء ثان من فيلم The Hitman›s Bodyguardالذى عرض عام 2017.
وكانت استديوهات «سونى»، الأمريكية، الأسبق فى خطواتها لتأجيل عرض عدد كبير من أفلامها إلى عام 2021، ومنها Morbius وGhostbusters Afterlife،Uncharted، وPeter Rabbit 2، وقد كان مقررا عرض فيلم Ghostbusters: Afterlife للمخرج جيسون ريتمان، فى يوليو المقبل، وتم تأجيله إلى مارس 2021، كما تم تأجيل Morbius بطولة «جيرد ليتو» ليعرض فى نفس التوقيت العام المقبل، والذى يجسد خلاله شخصية مصاص دماء، والفيلم مأخوذ عن كوميكس شهير للشخصية نفسها، وكذلك تم تأجيل فيلم Fatherhood، ل«كيفين هارت»، من أكتوبر المقبل إلى يناير 2021، وكذلك فيلم Uncharted المأخوذ عن لعبة الفيديو الشهيرة بنفس الاسم، وكان من المقرر طرحه فى مارس المقبل، وتم تحديد موعد جديد له فى أكتوبر 2021. وتم تأجيل موعد عرض فيلم Peter Rabbit 2، من أغسطس 2020 إلى مارس 2021، وأيضا فيلم Greyhound، وهو دراما عن الحرب العالمية الثانية، يقوم ببطولته «توم هانكس»، وتم تأجيل موعد طرحه من يونيو الجارى إلى يناير 2021، فى أكبر حركة تغيير لمواعيد طرح الأفلام يقوم بها أحد الاستديوهات الكبرى فى هوليوود، منذ بدء انتشار فيروس كورونا فى العالم.
كما أجلت «سونى» طرح فيلمها Wonder Woman 1984، وكذلك فيلم In the Heights المأخوذ عن المسرحية الاستعراضية الشهيرة بالاسم نفسه، وكذلك فيلم الرسوم المتحركة Scoob المأخوذ عن الفيلم الشهير «سكوبى دو»، والذى كان مقررا طرحه فى مايو الماضى.
وتأتى خطوة استديوهات «سونى» بعد خطوات استبقتها شركة «ديزنى» واستديوهات «باراماونت» و«يونيفرسال» و«مترو جولدوين ماير» لتأجيل طرح عدد كبير من أفلامها منذ مارس الماضى، وهى أفلام Black Widow،Mulan No Time to Die، أحدث أجزاء سلسلة «جيمس بوند»، و«Fast & Furious» من سلسلة «Fast 9»، وA Quiet Place.