شهد جامع الإمام الحسين اليوم خطبة جمعة الأولى بالمسجد، والثالثة على مستوى الجمهورية، منذ قرار غلق المساجد منذ أكثر من 77 يوماً بحضور أئمة الجامع والعاملين به بدون حضور جمهور، مع اتباع الإجراءات الاحترازية للحماية من وباء كورونا، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، وذلك في إطار خطة الدولة للعودة التدريجية لجوانب الحياة وبضوابط وقائية واحترازية. وأقيمت شعائر صلاة الجمعة بجامع الإمام الحسين بحضور 20 مصليا من العاملين بالمسجد والعاملين بالمسجد وبمراعاة جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية وإجراءات التباعد الاجتماعى، مع نقل شعائر صلاة الجمعة عبر موجات الإذاعة المصرية وشاشات التليفزيون المصرى. وأدى الشيخ مصطفى عبدالسلام، إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين، خطبة الجمعة بالجامع والتى جاءت تحت عنوان «أسباب رفع البلاء» والتى دعا فيها إلى ضرورة التكاتف في مواجهة انتشار فيروس كورونا، مؤكدا أن من أهم الأمور الذي ينبغي أن نتحلى بها ونحن في هذه الآونة حتى يرفع الله عنا هذا الوباء، هي حسن التوكل على الله تعالى ولزوم فعل الطاعات والإكثار من الاستغفار لله سبحانه وتعالى، فهذه أهم أسباب رفع البلاء . وقال عبدالسلام: إن الابتلاء والاختبار سنة من سن الله في خلقه، حيث قال تعالى :«إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا»، وقال أيضا:«وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ»، مضيفا :«نلقى الضوء على بعض أسباب رفع البلاء ومن أهمها صدق التوكل على الله عز وجل مع حسن الأخذ بالأسباب فما أحوجنا في هذا الابتلاء الذي نحياه أن نصدق في التوكل مع الله سبحانه وتعالى قال ربنا في القرآن :» وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا«. وأضاف إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين :«ومع صدق التوكل على الله تعالى نحتاج كذلك إلى حسن الأخذ بالأسباب جنبا إلى جنب، وفى سنن الإمام الترمذى من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن ناقته فقال يا رسول الله: أأتركها وأتوكل أو أعقلها وأتوكل فقال له صلى الله عليه وسلم :»اعقلها وتوكل«. وأكد إمام مسجد الإمام الحسين أن من أهم الأمور الذي ينبغي أن نتحلى بها ونحن في هذه الآونة حتى يرفع الله عنا هذا الوباء، هي لزوم فعل الطاعات والاستغفار لله سبحانه وتعالى يقول أهل العلم:«إن أهل التقى إذا اتقوا الله سبحانه وتعالى وحفظوا حدوده وأوامره فتح الله عليهم أبواب الخير من كل ناحية مصداقا لقول الله:» وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ«. وأشار عبدالسلام إلى «ثالث هذه الأمور التي نحتاج إليها أن نفوض الأمر إلى رافع السماء بغير عمد فإذا توكلنا على الله وأخذنا بالأسباب ولزمنا طاعة الله سبحانه وتعالى فما علينا بعد ذلك إلا أن نفوض الأمر إلى الله، مع حسن ظننا بأن الله قادر على أن يرفع البلاء وأن يكشف الغمة، ويجب أن نثق في أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يرفع البلاء والوباء». وفى ختام خطبة الجمعة توجه إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين، بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل بأن يرفع الله تعالى البلاء والوباء عن مصرنا وعن العالم أجمع .
