المدير الإقليمي ل«الصحة العالمية»: الوقت ليس مناسبًا لوقف الإجراءات الاحترازية

أكد الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن هناك 40 مستشفى بالإقليم دخلت مرحلة التجارب السريرية لعلاجات مضادة لفيروس كورونا، مشيراً إلى أنه تم توفير إمدادات أساسية لحماية الأطقم الصحية والمرضى في 133 بلداً حول العالم، بما في ذلك جميع بلدان الإقليم، كما قدمت المنظمة 1.5 مليون مجموعة أدوات اختبار إلى 129 بلداً.
وقال المنظرى خلال مؤتمر صحفى، الأربعاء، إنه تم إبلاغ المنظمة بأكثر من 7 ملايين إصابة بالفيروس على الصعيد العالمى، وأكثر من 400 ألف وفاة، وأبلغت بلدان إقليم شرق المتوسط عن إجمالى 670 ألف إصابة وأكثر من 15 ألف وفاة، أي ما يُشكِّل حوالى 10% من الحالات عالميا.
وأضاف المنظرى أنه بينما يتناقص عدد الحالات في أوروبا، الأمر الذي جعل وسائل الإعلام العالمية تعرب عن قلق أقل، يستمر عدد الحالات في أنحاء أخرى من العالم في الزيادة، بما يشمل إقليم المتوسط، حيث لاحظت المنظمة على الصعيد الإقليمى زيادة منتظمة في عدد الحالات اليومية المُبلَّغ عنه، وشهد هذا العدد تسارعاً على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.
وتابع المنظرى أنه على مدار الأسبوع الماضى، أكثر من نصف حالات الإصابة الجديدة في الإقليم تم الإبلاغ عنها في باكستان وإيران والمملكة العربية السعودية، وهناك عدد أكبر من البلدان يُبلغ عن أعداد متزايدة من حالات الإصابة، ويُعدّ هذا الأمر تطوراً مثيراً للقلق، وتعمل فرق الدعم في إطار هيكل فريق الدعم الإقليمى لإدارة الأحداث مع جميع البلدان على رصد الوضع الراهن والاستجابة له.
وأوضح المنظرى أنه نظراً لأن العديد من البلدان في الإقليم بدأت في تخفيف القيود، هناك خطر باستمرار الحالات في الزيادة، حيث تدعو المنظمة جميع البلدان التي تخفف القيود إلى ضمان تنفيذ هذه التدابير وفقاً لتقييمات المخاطر القائمة على الدلائل، ودون الاحتياطات والرصد المناسبين، هناك تهديد حقيقى بعودة ظهور الفيروس في البلدان التي تشهد انخفاضاً في عدد الحالات.
وأكد المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن جميع بلدان الإقليم تقريباً اتخذت تدبيراً رئيسياً، وهو استخدام مواطنيها الكمامات، وفى وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدرت المنظمة إرشادات جديدة عن استخدام الكمامات استناداً إلى أبحاثها المتطورة بشأن الفيروس، ووُضِعت هذه الإرشادات من خلال استعراض دقيق لجميع الدلائل المتاحة، ومشاورات مُوسَّعة مع الخبراء الدوليين ومجموعات المجتمع المدنى.
وشدد المنظرى على أنه في ظل مواصلة البحث عن علاج، لم تثبت بعد مأمونية أي منتجات دوائية وفاعليتها في علاج المرض، وأُعيد مؤخراً الهيدروكسى كلوروكين إلى تجربة التضامن السريرية بعد توقف مؤقت، مشيراً إلى أن المنظمة تواصل العمل مع الشركاء والبلدان لمكافحة الفيروس وتعمل على تنسيق الاستجابة العالمية والإقليمية، ومساعدة البلدان، وتسريع وتيرة البحث والتطوير، والتواصل مع الناس بشأن كيفية حماية أنفسهم والآخرين.
كما أكد المنظرى أن المنظمة لن تتوقف حتى يتم القضاء على الفيروس، داعية جميع البلدان والمجتمعات إلى البقاء في حالة تأهب، وضمان التقيد الصارم بجميع التدابير المناسبة، لافتا إلى أنه بعد مرور أكثر من 6 أشهر على ظهور هذه الجائحة، فإن هذا ليس الوقت المناسب لأى بلد للتخلى عن الحذر الكامل ولكنه الوقت المناسب لكى تواصل البلدان العمل الجاد على أساس علمى، والاستعانة بالحلول، والتحلى بروح التضامن، ويجب أن يكون أساس الاستجابة في كل بلد هو البحث عن كل حالة إصابة وعزلها واختبارها ورعايتها، وتتبُّع جميع مُخالطيها ووضعهم في الحجر الصحى. وهذه أفضل وسيلة دفاع لكل بلد ضد الفيروس.