قال عماد مسعودى، الرئيس التنفيذى لشركة «عقار ماب»، إحدى أكبر شركات التسويق الإلكترونى، إن السوق العقارية شهدت تراجعًا كبيرًا بداية الأزمة، وإثر ذلك ألغيت فعاليات مؤتمرات تسويقية عقارية منذ انتشار فيروس كورونا. وأوضح مسعودى ل«المصرى اليوم» أن عدد الزيارات للمواقع الإلكترونية للشركات العقارية تراجع بشكل محدود فى مارس مع بدء ظهور المرض، ولكنه تهاوى فى أبريل، حيث خسرت المواقع الإلكترونية لأغلب الشركات إن لم يكن كلها أكثر من نسبة 50% من الترافيك، واستمر الحال حتى مايو الماضى. وأضاف: «بعد عيد الفطر المبارك، حدثت مفاجأة، زادت نسبة زوار الموقع الإلكترونى للشركة وعدد الطلبات والاستفسارات المرسلة للشركات العقارية بشكل كثيف، وخلال الأسبوع الأول من يونيو الجارى زاد عدد زوار الموقع بنسبة 74% عما قبل أزمة كورونا، وهذا ما لم نكن نتوقعه بالمرة». ورغم أن «عقار ماب» لديها رصيد هائل فى مجال التسويق العقارى عبر شبكة الإنترنت، إلا أن جائحة كورونا لم تحم الشركة، على حد قول رئيسها التنفيذى «فى ظل التباعد الاجتماعى، ستكون الغلبة الفترة المقبلة للتسويق عبر الإنترنت، لذا نعتقد أن تأثير الأزمة بدأ فى التحول نحو مسار إيجابى». «مسعودى» كشف أن العديد من شركات التطوير العقارى أعدت دراسات تسويقية وتوصلت إلى أنّها ستخفض اعتمادها على التسويق التقليدى عبر شاشات التليفزيون، واللوحات الإعلانية أعلى الكبارى، والبنايات العالية، متجهة إلى زيادة الإنفاق على إعلانات الإنترنت بشكلٍ عام. وقال: «أهم خدمة تقدمها (عقار ماب) فى الوقت الراهن (أونلاين إكسبو)، وهو معرض افتراضى، وتتيح الخدمة بيع الوحدات العقارية عن طريق موقع الشركة عبر الإنترنت، ويتاح من خلالها للزبون رؤية المعروض للبيع، والحصول على خصومات حصرية من المطورين خلال المعرض، وتصل قيمة الحجز المبدئى ل 2000 جنيه يمكن استردادها فى غضون أسبوع من الحجز، ومن ثم التواصل تليفونيًا مع المطور العقارى، ودفع قيمة الوحدات عن طريق الكريدت كارد»، لافتا إلى تنظيم الشركة معرضا كبيرا مطلع يوليو المقبل، وحظى المعرض بإقبال واسع من شركات التطوير. وبدوره، يقول أحمد عبادى، الرئيس التنفيذى لموقع عقارات مصر، إن تحويل الإعلانات إلى الأساليب الرقمية عبر الهواتف الذكية وتطبيقاتها طبيعى وشاهدناه فى الأسواق المتطورة، مشيرًا إلى أن التسويق الإلكترونى يمثل نسبة 70% من نسبة المصروف على الإعلانات فى دول العالم الأول، مثل: الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإنجلترا، وأستراليا، وكان من الطبيعى زيادة هذه النسبة فى السنوات الأخيرة، حيث إن النسبة فى مصر سابقا لم تتعد 5% من المصروف على الدعاية، وتخطى بعد كورونا نسبة 30%. ويوضح «عبادى» أنه مع اتجاه معظم الشركات لتقليل التكاليف، لجأوا إلى التسويق عبر «الفيسبوك»، و«جوجل»، و«اليوتيوب»، ومؤخرًا شاهدنا اتجاه بعض الشركات لتطبيق ال Tiktok. ويكشف الرئيس التنفيذى لموقع عقارات مصر تكلفة التسويق الرقمى للعقارات، إذ تختلف باختلاف العقار والمنطقة والمنصة التسويقية، وتعتمد شركات التطوير العقارى اعتمادًا كليًا على «الفيسبوك وجوجل»، بينما تعتمد شركات التسويق العقارى على مواقع التسويق، مثل: «أولكس»، و«عقار ماب»، وتكلفتهما أقل من تكلفة مواقع التواصل الاجتماعى. «عبادى» تحدث عن مزايا التسويق الرقمى فى ظل رغبة العملاء فى رؤية ما سيشترونه، قائلاً: »دور التسويق الرقمى فى شراء عقار هو المساعدة على اتخاذ القرار، وتسهيل وصول العميل لكل المعلومات بخصوص المشروع أو الوحدة المراد شراؤها، ولكن التسويق الرقمى لم يكتمل نظرا لصعوبات إتمام عملية البيع بالكامل أونلاين». وعن رأيه فى أن مبيعات العقارات عبر الإنترنت ألغت دور الوسيط، يجيب قائلاً: «دور الوسيط مهم فى العملية الشرائية، وتعتمد عليه الشركات العقارية فى الأسواق الأكثر نضجًا فى دول العالم الأول، فعلى العكس، التسويق الإلكترونى ساهم فى تسهيل عملية البيع والشراء لشركات الوساطة، ما أدى إلى انتشارها فى الفترة الأخيرة، واعتماد شركات التطوير العقارى بصورة أكبر عليها». من جانبه، قال محمد البنانى، العضو المنتدب لشركة نيو هومز للاستشارات والتطوير العقارى، إنه خلال الخمس سنوات الأخيرة أصبح التسويق الإلكترونى من أهم الأدوات المستخدمة، ومع جائحة كوفيد-19 أصبح بمثابة الأداة الوحيدة التى نعتمد عليها لتسويق المشاريع المختلفة، خاصةً أن أغلب العملاء يفضلون الاستفسار من خلالها بسبب الجائحة، ولكن عند مرحلة الشراء أو الدفع يفضلون زيارة الفروع لإتمام العملية. «ثقة العملاء فى اسم الشركة والمستشار العقارى عامل مهم» بحسب «البنانى»، فالعملاء فى القطاع العقارى يفضلون مشاهدة موقع المشروع على الطبيعة وليس من خلال الصور والفيديوهات. وقال العضو المنتدب ل «نيو هومز»: «قمنا بالفعل بتنظيم بعض المعارض الافتراضية، خاصة فى ظل ظروف التباعد الاجتماعى، ولكن فى رأيى هذا الاتجاه لن يغنى عن المعارض التقليدية فى عالم العقارات، حيث إن العميل يفضل أن يستمع ويشاهد ويقارن بين المشروعات على أرض الواقع». وتابع: تسعى الشركة باستمرار لاستخدام آخر التطورات التكنولوجية بما يناسب العميل المصرى، ونحن بصدد استخدام التكنولوجيا التى تتيح التفاعل اللحظى مع العميل.
